فانظر هل اعظم من هذا الذنب بعد الكفر ذنب. وها هو ذا إجماع المسلمين على أنه لا يؤخذ شيء من أموالهم، ما عدا الكراع والسلاح في زمان الحرب، على اختلاف فيه. فإذا كان هؤلاء لايؤخذ شيء من مالهم بالإجماع، ويختلف في السلاح الذي يحاربون بها، وفي الخيل التي يقاتلون عليها، فكيف يحل لمن خاف مقام ربه أن يعرض أموال المسلمين بدون من هذه الجناية لمن يأخذها بغير حق، ويفتي بالتحليل بالمصلحة، مع مراغمة هذه القواطع الجليلات الجليات. وكيف يدعي العاقل هذا أنه يفلح في العلم والقواعد التي استنبط منها. ويرحم الله إمام العلماء مالك بن أنس في قوله: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يقذفه الله في القلوب(¬1). وقال سبحانه "يهدي الله لنوره من يشاء"(¬2). اللهم اهدنا لنورك بقدرتك، واهد بنا من قسمت له الهداية في سابق علمك، واعذنا مما يكون من العلم عيالا، لا يألو صاحبه خبالا واضلالا (16=192/أ).
ليس العلوم بكثرة الانقال ... ... والجمع والتكثير والاقوال
والاخذ بالرأي السقيم ... ... وكل ما ترويه السن الكبير العال
العلم كشف الشك عند وروده ... ... وإزاحة الالباس والاشكال
نور به صور الحقائق تنجلي ... ... فيميزها عن باطل ومحال
فضل الإله ينيله من شاءه ... ... والله اهل الجود والافضال
पृष्ठ 122