[تعريف الكتابة اصطلاحًا]:
فعلى الإِطلاق الأول تُعرَّف بما عُرّف به الخط في (الشافية) (١) و(جَمْع الجوامع) (٢) حيث قال: "الخطُّ تصويرُ اللفظ برسم حروف هجائِه بتقدير الابتداء به والوقف عليه".
وعلى الإِطلاق الثاني تُعرَّف بأنها: "نقوش مخصوصة دالةٌ على الكلام دِلالة اللسان على ما في الجَنَان الدالّ على ما في خارج الأعيان". وقد اشتمل هذا التعريف على أقسام الوجود الأربعة المذكورة في قولهم: "لكل شىءٍ وجودات أربع: وجود في البَنَان بالكتابة، ووجود في اللسان بالعبارة، ووجود في الجنَان -أي العقل- بالتصُّور، ويُعبّر عن هذا أيضًا بوجود الأذهان، والرابع: هو الوجود في العيان؛ أي بالتحقق خارجًا عن الأذهان". وقد جمعها ناظم (جَمْع الجوامع) (٣) أول الخاتمة في بيت فقال:
مراتُب الوجودِ أَرْبَع فقطْ ... حقيقةٌ تصورٌ لَفْظٌ فَخَطْ
[الكتابة في اصطلاح الأدباء]:
وتطلق الكتابةُ في الاصطلاح الخاص بالأدباء على صناعة الإِنشاء التي ربما كان القلم فيها بيدِ الكاتب أَمْضَى من الحُسام بيدِ الضارب، فيقولون: فلان شاعر، وذاك كاتب أي مُنشىء ناثر. وهذا المعنى هو الذي عناه الشاعر النَّابِغى بقوله:
_________
(١) راجع شرح الشافية لرضى الدين الاستراباذي حـ٣ ص ٣١٢. وعبارته: "الخط: تصوير اللفظ بحروف هجائه، إِلا أسماء الحروف إِذا قصد بها المسمَّى". وقد سبق التعريف بابن الحاجب صاحب (الشافية) ص ٣٠ حاشية رقم (٤).
(٢) همع الهوامع (شرح جمع الجوامع) جـ٦ ص ٣٠٥.
(٣) نَظم جمع الجوامع يسمي "جوامع الإِعراب وهوامع الآداب" للفارِسْكُوري عمر بن محمَّد ابن أبي بكر الأديب المصري المتوفي سنة ١٠١٨ هـ نظم فيه (جمع الجوامع) و(همع الهوامع) كلاهما للسيوطي ولهذا النظم خاتمة سماها "خاتمة جوامع الإِعراب" أرجوزة (انظر الأعلام للزركلي جـ٥ ص ٦٤).
1 / 39