وقال صاحب المباهج خاصيته للنفع من الأوجاع الباردة الكائنة في الرحم اصله يدمل القروح وينفع من أوجاع المفاصل وإذا سحق اصله وخلط بدقيق واغتسل به نقى أوساخ البدن والقروح وإذا تضمد به فجر الأورام والدملات وهذا الفعل موجود في أصله وزهره ورائحته مقوية للدماغ للسدد طاردة لما في بطونه من الأرياح وإذا أديم شمه نفع من الصداع الكائن من بخار البلغم ومن الرطوبة المحتقنة فيما بين أعشية الدماغ وإن اتخذ منه شمامة مستديرة في شكل الرمانة ورش عليها شيء من ماء الورد الممسك وبخرت بالند الرفيع أو العود الرطب والزعفران الشعر الطردي اكسبها البخور بذلك نفعهًا عظيمًا وإن شوى بصلة في النار أو في الرمادى وقشر وسحق في الهاون وسكب عليه شيء من دهن الحبري وأغلى بالدهن وضمد به على الخنازير والجراحات الفجة الجاستة والدماميل الصلبة ألانها وفجرها.
وفي كتب الخواص قال هرمس إذا وضعت طاقات النرجس التي لم تفتح بعد في ماء البقم حتى ينفخ فيه أبدل من بياض أوراقه حمرة شديدة وبقيت على حالها.
الفلاحة: التنطية إن أوقف ما غرس بصل النرجس في الأرض التي أقام الماء فيها عشرة أيام أو عشرين يومًا ثم نضب الماء عنها وجف وبقي فيها شيء من النداوة يسير فليحفر في همة الأرض حفاير عمقها قدم أو أقل ويجعل البصلة فيها ويغطي بالتراب ويكبس فوقه التراب كبساٍ جيدًا فإذا ابتدأ يطلع منه شيء يسير فيسقي سقية خفيفة ويتعاهد كذلك حتى يكمل ورده.
ومن أراد أن يجعل العين منه مضاعفًا فيأخذه بصلة سمينة فيشق وسطها ويغرس فيها سن ثوم غير مقشر ويغرقها في البصلة في التراب فإنها تحمل نرجسًا مضاعفًا.
غريبة: ذكرها صاحب المباهج من أخذ من بصل النرجس بصلة كبيرة وأخدشها بالمسلة من ذهب خالص ثم غرز البصلة برأس المسلة باليد اليسرى ثم يدور الماسك في الموضع الذي يريد أن يغرس فيه تلك البصلة خمس دورات وهو يضحك أو يتضاحك ثم يغرسها في مقطع الدورة الخامسة فإن تلك البصلة تحمل نرجسًا أحمر مثل الشقيق طيب الريح جدًا وصفة غرسه كما يفعل بغيره ومن أراد أن يكون النرجس في غير أوانه فليحرق السداب مع شيء في قشور الجوز على منابت أصله فإنه يسرع إخراج ورقة الوصف وقال ابن الرومي:
خجلت خدود الورد من تفضيله ... خجلًا يورد عليه شاهد
لم يخجل الورد المورد لونه ... إلا وناصله الفصيلة عاند
للنرجس الفضل المبين وإن أبي ... آب وحاد عن الطريقة حائد
فصل القضية إن هذا قائد ... زهر الربيع وإن هذا طارد
شتان بين اثنين هذا موعد ... بتصرم الدنيا وهذا واعد
فإذا احتفظت به فامنع صاحبًا ... بجنابه لو أن حيا خالد
يلهي النديم عن النديم بلحظة ... وعلى المدامة والسماع مساعد
اطلب بعيشك في الملاح سميه ... أبدًا فإنك لا محالة واجد
والورد إن فتشت في فرد اسمه ... ما في الملاح له سمي واحد
هذي النجوم هي التي ربتهما ... بحيا السحاب كما يربي الوالد
فانظر إلى الأخوين من أدناهما ... شبهًا بوالده فذاك الماجد
أين العيون من الخدود نعاسة ... ورياسة لولا القياس الفاسد
وناقضه أحمد بن يونس الكاتب فقال:
يامن يشبه نرجسًا بنواظر ... دعج تنبه إن فهمك راقد
أين القياس ولم يصح قياسه ... بين العيون وبينه متباعد
والورد أشبه بالخدود حكاية ... فعلام تجحد فضله يا جاحد
ملك قصير عمره متأهل ... لخلوده لو أن حيا خالد
إن قلت إن الورد فرد في اسمه ... ما في الملاح له سمي واحد
فالشمس تفرد في اسمها والمشتري ... والبدر يشرك في اسمه وعطارد
أو قلت إن كواكبًا ربتهما ... بحيا السحاب كما يربي الوالد
قلنا أحقهما بطبع أبيه في ال؟ ...؟جدوى هو الزاكي النجيب الراشد
زهر النجوم تروقنا بضيائها ... ولها منافع بعد ذا وعوائد
وكذلك الورد الأنيق يروقنا ... وله فضائل خمسة وفوائد
وخليفة إن عاب آب بنفحة ... ونسيمه أبدًا مقيم راكد
إن كنت تنكر ما ذكرنا بعدما ... وضحت عليه دلائل وشواهد
فانظر إلى المصفر لونًا منهما ... وافطن فما يصفر إلا الحاسد
1 / 46