لماذا تدق الباب وتحدث هذا الضجيج؟ هل تبحث عن ولديك بعد موتهما، وعني بعدما ارتكبت الجريمة؟ أمسك عن هذه الضوضاء. وإن كان لديك معي أمر فصرح به، ولكنك لن تمسني بعد الآن. إن الشمس - أبي - قد أمدتني بعربة وقاية لي من كل بلد يعاديني.
جيسن :
أيتها المرأة البغيضة، إن الآلهة العادلة تمقتك، وإني لأمقتك كما يمقتك جميع البشر. لقد طعنت بسيفك طفليك، وأنت أمهما، كي تحرميني من ولدي. كيف تستطيعين بعد ارتكاب هذا الإثم الشنيع أن تواجهي الشمس والأرض؟ ألا سحقا لك! الآن عرفتك، وما كنت أعرفك من قبل، حينما استصحبتك من وطنك، وجئت بك إلى اليونان من بلد همجي، وأنت وحش ممقوت، غدرت بأبيك، وكنت خائنة للأرض التي فوقها ترعرعت. والآن تلقي «آلهة الغضب» المنتقمة على رأسي جزاء جرمك لأنك بعدما لوثت يديك بدماء أخيك ركبت متن آرجو الجسور، وكانت هذه مقدمة فعالك الطائشة. ثم اقترنت بي، وأمسيت معي أما، ولكنك قتلت طفليك انتقاما من فراشي الجديد، وهو عمل لا تجسر أن تحاوله أية سيدة من سيدات الإغريق. وبرغم هذا كنت أوثرك على كل ما لديهن من فتنة ساحرة، وتزوجت منك، فكان قراني بك بغيضا مهلكا لي. فما أنت إلا نمرة، ولست امرأة، في قلبك وحشية وهمجية تفوق ما عند «تسكان سكلا». ولكني لو لمتك ألف مرة ما كدرت قلبك الجامد الذي لا يحس. فاغربي عني، يا صانعة السوء الدنيء، فأنت حشرة ملوثة بالدماء، يلوثك دم ولديك. اغربي عني واهلكي، وسأبقى هنا أبكي مصيري الذي لا رجاء فيه؛ لأني لن أتذوق السعادة المرجوة من زواجي، ولن أرى ولدي على قيد الحياة، وهما أعز ما يعنيني؛ فقد فقدتهما إلى الأبد.
ميديا :
إني أستطيع أن أرد على كل كلماتك بالجواب الشافي، وأروي حديث كل ظرف سلف، ولكن جوف - الإله الأعظم - يعلم النعم التي أمطرتك بها، ويعلم أي جزاء منك لقيت. لن تقضي بعد اليوم حياتك الفاجرة في المسرات، وترى فراشي مهدر الكرامة، وتسخر من عاري سخرية وضيعة. ولن تجرؤ على مطاردتي من هذه البلاد عروسك الملكية أو كريون المتكبر الذي زوجها منك دون أن يلاقيا جزاءهما. فسمني إذن نمرة، أو إن شئت فسمني «سكلا» تنبح على سواحل «تسكان»، فحقا قد فطرت قلبك وأسلت منه الدماء.
جيسن :
وقلبك كذلك يدمى، لأنك ساهمت في هذه الشرور.
ميديا :
كن على ثقة من هذا، إني أجد في أحزاني لذة وإنك لا تستطيع أن تسخر منها.
جيسن :
अज्ञात पृष्ठ