यूरीपिडीज के नाटक

महमूद महमूद d. 1450 AH
113

यूरीपिडीज के नाटक

مسرحيات يوربديز

शैलियों

متى كان هذا؟ وهل هو انتقام من زوج أساء إليه في زوجته كما أساء إلى أبيه فاعتدى عليه عنوة؟

الرسول :

أهلكته عربته، كما أهلكته دعواتك ولعناتك التي استنزلتها على ولدك من أبيك ملك البحار.

ثيسيوز :

أيتها الآلهة! أي نبتيون، لقد برهنت حقا أنك أبي، وقد استجبت لدعائي بالحق، ولكن قل لي كيف هلك؟ كيف سحقه صولجان العدالة لما قدم إلي من سوء؟

الرسول :

وقفنا على حافة الساحل الذي يرتطم عنده الموج، وأمسكنا خيله وسرحنا شعر عرفها المرسل ونحن نبكي؛ لأن رسولا أتى إلينا بنبأ يقول إن هبوليتس لن يطأ بقدمه هذه الأرض بعد اليوم، وسيخرج من هنا طريدا شريدا بحكم منك شديد. ثم أتانا بنفسه عند الشط وأنبأنا بهذا الحكم المحزن ذاته، ولم يكن بغير حاشية، فإن رتلا كبيرا من الشباب - زملائه المحبين - كان يتبعه. وبعد برهة تغلب على حزنه ونطق، ولكن ماذا يجدي العويل؟ قال: «لا بد من طاعة ما أمر به أبي. خدمي، هيا اربطوا الجياد إلى العربة على عجل؛ فهذه المدينة حرام علي بعد اليوم.» وأسرع كل منا إلى عمله، وسقنا الجياد مطهمة إلى مولانا في لحظة واحدة . وجذب العنان من العجلة ووثب إلى مقعده. ثم رفع كفيه إلى الآلهة وقال: «اللهم يا جوف، إن كانت وضاعة النفس قد لوثت قلبي، فلا تنفست بعد اليوم نسيم الحياة، وليعلم أبي كما أساء إلي، سواء مت أو شهدت عيناي نور السماء.» ثم ألهب جياده بالسوط، وسرنا في إثر مولانا قريبا من عنان الخيل وأخذنا سمتنا على الطريق المؤدية إلى آرجس وإلى أبدورس ولما بلغنا الأرض الصحراوية حيث ترتفع سواحل بلادنا إزاء خليج سارونيا، سمعنا فوق الأرض دويا عظيما، مرتفعا كصوت جوف، مسمعه يبعث الفزع. ومالت الجياد برءوسها إلى أعلى، ورفعت آذانها نحو السماء، فارتعدت صفوفنا كالأطفال، وتعجبنا من أين مبعث الصوت، وصوبنا أبصارنا نحو الشاطئ الذي يرتطم فوقه الموج، ورأينا موجة هائلة تعلو حتى تكاد أن تبلغ السماء، حتى إن صخور سيزن المرتفعة اختفت عن أنظارنا، واختفى البرزخ، واختفت صخور أيسكيولابيوس. وعلا الموج ثم علا واستدار وارتطم زبده الصاخب، واندفع التيار المرتفع حتى بلغ الساحل قريبا من العربة التي يشدها الخيل. ومن هذا الفيض المتدفق المتدافع انطلق إلى الأمام ثور، وهو حيوان وحشي ضخم. ورن خواره المريع فوق الأرض التي أصابها الفزع. ولم تحتمل الأعين هذا المنظر البغيض. واستولى الفزع المرعب على الجياد المروعة. وصاحب الجياد مدرب على ركوب الخيل، فأمسك في قبضته القوية بالزمام. وكالرجل الذي ينحني إلى الوراء وبيده المجداف، أنحني إلى الوراء وجذب الزمام المستقيم. ولكن الخيل أخذت تقرض جديد اللجام، وانطلقت مندفعة ثائرة. لا تأبه بيد تقود، أو زمام مشدود، أو عربة كاملة الإعداد. فإذا ساق هبوليتس عجلته إلى السهل المنبسط ظهر أمامه الثور ورده إلى الوراء راغما وروع الجياد المجنونة. وإذا انطلقت فوق الصخور الوعرة وهي تعدو في وحشة وجنون، رافق العربة عن كثب وفي صمت، حتى ارتطم على صخرة مرتفعة. وطارت العجلة بعد الصدام إلى أعلى وطرحته من مقعدة رأسا على عقب. وبعدئذ ساد الاضطراب. وشقت العجلة المحطمة أجواز الفضاء، وتخلخل محور العجلة. من مكانه. والشاب المنكود مكبل بين الأزمة المعقدة بصورة تدق على الأفهام. ثم ارتطم رأسه العزيز فوق الصخر، وتمزق لحمه، وسمعناه يخاطب الجياد بصوت يدعو إلى الرثاء ويقول: «قفي يا جيادي، واذكري أني بيدي هاتين أطعمتك في الإصطبل، فلا تحطميني. ما أروع دعوات أبي! أليس هنا أحد قريب مني، أليس هنا أحد ينقذ رجلا بريئا لم تلوثه الآثام؟» وكم منا من رغب في إنقاذه، ولكنا كنا متخلفين، سيرنا بطيء مهما أسرعنا. وأفلت من يده الزمام الممزق ولا أدري كيف هوى، ولكنه كان يلفظ بعض أنفاس الحياة. واختفى الثور المنحوس. ولا أدري أين توارى بين الصخور القائمة في ذلك المكان. ولست في بيتك أيها الملك سوى عبد مسكين. ولكني لا أعتقد في أعماق نفسي أن ابنك كان دنيئا، ولن يقنعني بذلك أحد حتى إن خنقت أنفسها نساء الدنيا جميعا، وإن امتلأت أشجار أيدا كلها بالأدلة المكتوبة؛ لأني أعلم أنه طاهر بريء.

الجوقة :

وا حسرتاه، وا حسرتاه! لقد بلغت هذه الكوارث الجديدة الذروة، ولا مفر من القضاء، ولا بد مما ليس منه بد.

ثيسيوز :

अज्ञात पृष्ठ