وبعد ذلك نجد الحديث عن الإفراني الأديب البياني. وهذه مجموعة من الأقوال في التنويه به، قال محمد المكي بن موسى الناصري في الرياحين الوردية، وهو معاصر للإفراني وله به اتصال: "أديب زمانه، وفريد أوانه"(¬1)[42]. وقال في الدرر المرصعة: "الأديب النحوي اللغوي البياني.."(¬2)[43]. وقال فيه محمد القادري، وهو معاصر له كذلك: "العالم الأديب الإخباري النجيب"(¬3)[44]. ومن الأجيال اللاحقة قال أبو الربيع سليمان الحوات: ".. النقادة النحوي البياني الأديب البليغ الفصيح الخطيب"(¬4)[45]. ومن المعاصرين قال ليفي بروفانسال: "إن الإفراني يتمتع اليوم بسمعة طيبة في الأوساط الأدبية، ويحظى بكامل التقدير"(¬5)[46]. ومن المعاصرين كذلك عبد الله كنون: "العلامة المؤرخ الأديب صاحب المنن على التاريخ المغربي والأدب"(¬6)[47].
[ص22]
فهذه الشهادات المأخوذة من عصر الإفراني إلى اليوم تنوه كلها بصفة الأديب. ويهتم أقدمها بصفة (البياني)، و(النقادة) و(البليغ). فعلام يقوم هذا الحكم إن لم يقم على كتاب المسلك السهل؟ صحيح أن الإفراني كان خطيبا بليغا، ومدرسا، وناظما متوسط النظم، أما أن يكون نقادة وبيانيا فهذه الصفة لا يخولها له إلا المسلك السهل. هذا الكتاب الذي أخذ زملاء المؤلف بنسخه بعد انتهائه من تبييضه مباشرة إذ لم يفرغ المؤلف من تبييض الكتاب حتى كان صاحب نسخة (الأصل) قد فرغ هو الآخر من نسخته في مدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما.
पृष्ठ 23