3 شروح تتجه إلى القيمة الأدبية للنص المشروح، وتعتبر الشرح اللغوي والإعراب والتخريجات البلاغية وسيلة لاجتلاء درر المعاني، وهذا هو الاتجاه الذي يسير فيه الإفراني. ومن الشروح التي سبقت شرح الإفراني في هذا الاتجاه إتحاف ذوي الأرب في مقاصد لامية العرب لسعيد المغوسي(¬1)[39].
ومن الملاحظ أن معاصري الإفراني قد ساهموا في هذه الاتجاهات الثلاثة.
أما الظاهرة البارزة التي تنتظم أغلب العصور فهي اتجاه الشراح إلى نصوص بعينها، وعلى رأسها البردة والهمزية وبانت سعاد ولامية العرب وديوان الشعراء الستة وديوان الحماسة.. وذلك ما يجعل هذه الشروح مكرورة وغير مجدية أحيانا، إذ يصعب التعرف على ما هو أصيل فيها وما هو منقول، وقل من تناول موضوعا بكرا بعمق وإجادة، وخصوصا في العصور اللاحقة لعصر الإفراني، وهذا ما يعطي المسلك السهل قيمة كبيرة في نظرنا.
ليس فيما وصل إلى أيدينا من أخبار الإفراني تعليق على قيمة كتابه المسلك السهل غير قول [ص21] أبي الربيع سليمان الحوات: "وله تآليف عديدة، جامعة لفرائد الفوائد المفيدة، ومنها، وهو أول ما ألف، المسلك السهل في توشيح ابن سهل ، وهو وحده يدل على قوة عارضته وامتداد باعه(¬2)[40]". وفي العصر الحاضر قال ليفي بروفنسال في حق المسلك السهل كذلك: "وهو كتاب متداول اليوم عند الأدباء المغاربة"(¬3)[41].
पृष्ठ 22