وقال لهم: صليبك صليبك وأنت أولى به.
الموكب الذي انطلق من ذات الكهف كان يتوغل في الأمكنة، يعبر الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية، والغابات والوديان المخضرة. عندما يمر بالقرى المحروقة تنهض البيوت من رمادها، تتطهر آبارها من السم، تنمو الأشجار التي قطعت، الأواني المهشمة تقوم من حطامها وتصير كما كانت، الماشية والطيور والأرانب البرية، الذئاب، المدارس، الحدائق، الجوامع، الشوارع، الصحاب، كل شيء يعود كما كان، يحيى القتلى من قبورهم، ومن لم يقبر، نفض عن نفسه الغبار والعشب وقام، حمل صليبا وتبع الموكب، كانوا لا يدرون إلى أين يسير الموكب، ولكنهم كانوا يعرفون أنه يسير لوجهة ما؛ وجهة كلها خير، إذا لم تكن نحو الجمال، فالموكب يدري وجهته. على الرغم من ثقل الصلبان كانوا يحسون كما لو أنهم يطيرون، يحلقون عاليا في السماء التي مثل أحضان أم عظيمة لا نهائية تضمهم إليها وتبتسم.
عبد العزيز بركة ساكن
خشم القربة، الخرطوم
2008-2012
अज्ञात पृष्ठ