كل شيء قاتل
حين تلقى أجلك
ليس أدل من هذه الموقعة على الفوضى الضاربة أطنابها في جيش الأمويين والتخاذل الشامل وسوء الرأي، فقد تجلت في هذه الموقعة صفات النذالة والإحجام في أكثر الجيش الأموي واضحة جلية، كما تجلى فيها ارتباك مروان وخوره وتوانيه في رسم خطة يسير عليها جيشه قبل أن يلتحم في المعركة، وكان لإحجام قواده ومخالفتهم أوامره أسوأ النتائج وأبعد الأثر في هزيمتهم الشاملة، أما «الوليد بن معاوية بن مروان» صهر الجعدي، فقد ذكرتنا حماقته وتهوره بصهر عثمان - رضي الله عنه - وما أبداه من خرق في مخالفة رأيه.
لقد أمر «الجعدي» جيشه ألا يبدأ القتال وقر رأيه على ذلك.
ولكن صهره الأحمق «الوليد بن معاوية» بدأ القتال فحمل على الميمنة فاشتبكت الحرب - على رغم الجعدي - واستعرت فجأة أيما استعار، ونفذ قضاء الله.
وهنا يسرع «مروان الجعدي» بعد أن نفذ السهم فيقول لقضاعة: «احملوا!» فيقولون له: «قل لبني عامر فليحملوا.»
فيرسل إلى «السكون» أن احملوا فيقولون: «قل لغطفان فليحملوا.»
فيقول لصاحب الشرطة: «انزل!» فيجيبه: «والله ما كنت لأجعل نفسي غرضا.»
فيقول له الخليفة متوعدا: «أما والله لأسوءنك».
فيجيبه صاحب الشرطة هازئا: «وددت والله أنك قدرت على ذلك.»
अज्ञात पृष्ठ