أقسام الكتاب المقدس والتوراة
يشتعب الكتاب المقدس التوراة «العهد القديم» وهو عمدة الدين اليهودي والأدب المسيحي. والتلمود لليهود والإنجيل «العهد الجديد» للمسيحيين.
أما «التلمود» فهو مجموع قوانين وتقاليد مقدسة هادية، شرحها رجال الدين اليهودي، وتناقلها اليهود إلى عهد النبي موسى. وقد جمع التلمود في ثلاثة قرون من القرن الرابع إلى السادس، وهو قسمان: (1) مشنا - بكسر الميم - وهو أحكام شرعية، بالعبرية، مقيسة على «التوراة». و(2) جمارا - بكسر الجيم - بالعبرية والآرامية.
هذا؛ والتوارة 39 سفرا في 3 مجموعات: أسفار القانون «الشريعة»، وأسفار الأنبياء، ومتنوعات .
وفي الفصول الأربعة الأولى من سفر التكوين ذكرت قصة الخلق في الجنة وآدم وحواء، وقابيل وهابيل. وفي بقية السفر، ذكرت سير نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وإخوته وغيرها.
أما سفر الخروج، فيتحدث عن خروج بني إسرائيل من مصر وتجلي الله لموسى في سينا وسيرة موسى، التي تمثل تاريخ بني إسرائيل في أسفار موسى الخمسة.
أما سفر اللاويين - المنتسبين إلى لاوي أو ليفي - فيتحدث عن الشعائر الدينية في القرايين وهارون وابنيه. وأما سفر العدد الذي يعدد القبائل ويبين أنصباءها في الغنائم، فيتحدث عن خروج بني إسرائيل من سينا إلى شرق الأردن واضطراب الشعب. وأما سفر تثنية الاشتراع فيتحدث عن إعادة التشريع مرة أخرى بتطهيره من بعض الشعائر، وتعيين مكان للعبادة.
وفي سفر يوشع «خليفة موسى» أن يوشع عبر بالإسرائيليين الأردن من غير أن تبتل أقدامهم، واحتل مدينة أريحا بالنفخ بالأبواق والصياح، ووقفت الشمس والقمر عن المسير حين أشار إليهما، وقد أراد يوشع أن يتمم ما بدأ به موسى، وهو عبور الأردن والاستيلاء عليه، فجمع الإسرائيليين للفتح، وأرسل جاسوسين نزلا على بغي اسمها «راحاب» التي أبت أن تسلمهما إلى ملك أريحا بأن خبأتهما في سطح منزلها، ثم عاهداها على أن يستحييها الإسرائيليون هي وأباها وأمها وإخوتها وأخواتها إذا فتح يوشع وقومه «أريحا». وقد وفى يوشع بالعهد ثم أحرق المدينة.
وفي سفر القضاة قامت «بورة» بمثل ما قامت به «جان دارك» الفرنسية؛ ذلك أن بورة كانت نبية إسرائيلية، وكانت تجلس تحت نخلة للحكم بين المحتكمين إليها، وحين دعت «باراق» أن يقود الإسرائيليين لمحاربة كنعان ليتحرروا من سلطانها، اشترط عليها أن تصحبه، ففعلت وانتصروا، ووضعت أنشودة النصر، وفيها: «اسمعوا - أيها الملوك - وأصغوا - أيها العظماء - إني أغني لله، إله بني إسرائيل. يا إلهي، لقد تجليت للجبال فدكت، للأرض فزلزلت، وللسماء فانشقت، وللسحب فأمطرت.»
وفي سفر القضاة: قصة شمشون، الذي أعدته القدرة الإلهية، منذ كان جنينا لهلاك أعداء الإسرائيليين، وقد أحب شمشون فتاة كنعانية «فلسطينية»، وتزوجها على الرغم من معارضة والديه في بداية الأمر، ولما سافرا معه لإتمام الزواج، فتك شمشون بأسد هاجمه، ولم يعرف والداه هذا الحادث، ثم عاد إلى مكان الأسد فوجد في جوفه خلايا أكل من نحلها. ولما تزوج شمشون أقام وليمة لثلاثين من الشبان، وسألهم عن الأسد والعسل في الصيغة الغامضة التالية: «ما شيء كان آكلا فنتج منه الأكل، وكان جافا فخرجت منه حلاوة؟» ووعدهم بأن يمنحهم 30 ثوبا و30 قميصا إذا ما حلوا اللغز. فلما عجزوا عن الحل، نهضت زوج شمشون بحله. فقال: «لولا ما احتلتم على نعجتي ما عرفتم أحجيتي.» ثم إنه لما أحب بغيا في غزة، أغلق سكانها أبواب المدينة وحبسوه إلى الصباح ليقتلوه، غير أنه خرج في منتصف الليل إلى الجبل. ثم أحب أخيرا امرأة تدعى «دليلة» أغراها الكنعانيون بمعرفة سر قوته، فعرفت منه بعد لأي أن شعره هو مصدر قوته؛ فحلقوه وقلعوا عينيه وسجنوه في غزة تمهيدا لقتله، غير أن الشعر عاد فنبت ثانية، وعادت إليه قوته، وبينما كانوا في بيت أمسك بعموديه فسقط البيت عليهم، وعليه فكان من قتلهم في موته أكثر ممن قتلهم في حياته. وقد صاغ «ملتون» الشاعر الإنجليزي هذه القصة في قصة جديدة، مطلقا عليها اسم «شمشون الجبار»، وكذلك فعل «سانت سانيس» الفرنسي في رواية تمثيلية.
अज्ञात पृष्ठ