============================================================
المسانا المشكلة (كاتب) مقام (رحل)، فيجاب على هذا: زيد أو عمرو، وما أشبهه من أشخاص الأناسي وغيرهم ممن يعقل.
فأما إذا سئلت به في حوابه: رجل، أو امرأة، فليس على إقامة الوصف مقام الموصوف، لأن (ما) يسأل ها عن الأنواع والأشياء الدالة على أكثر من واحد، فمن حيث كان (رجل) و (امرأق) نوعين يعمان جماعة كثيرة، ويقع تحت كل واحد منها، جاز آن يقعا في جواب (ما)، فليس وقوعهما إذا جوابين لاما) باتساع، كما كان وقوع (زيد)، و(عمرو) في جواها اتساعا.
وقد قلنا في هذا المعنى بعبارة أخرى، فقلنا: (ما) يسأل ها عن الأنواع، وعن وصف الأشخاص، يقال: ما عندك؟، فحوابه: رحل، أو فرس، أو نحو ذلك من سائر الأنواع، وئقال: ما زيد؟، فتقول: الطويل، والكاتب، ونحو هذا من الصفات، لا يجوز في جواب: ما عندك؟، زيد إلا على إقامة الصفة مقام الموصوف.
وشرح ذلك أن الصفة قد قامت مقام الموصوف في الخبر، مثل: مررت بالكاتب، والقرشي، والمراد: بالرجل الكاتب، فيقام الوصف مقامه، وكذلك يقام الوصف مقام الموصوف في الاستخبار كما أقمته مقامه في الخبر فتضع (ما) وهو استخبار عن الموصوف، كما أقمت (الكاتب) مقام زيد، فيقال لك على هذا في حواب: ما عندك؟، زيد لأنك كأنك أقمت (ما) مقام (من)، كما أقمت الكاتب مقام زيد، وكما أقمته مقامه في الاستخبار، كذلك يجوز أن تقيمه مقامه في الخبر.
فيحوز على هذا في قوله تعالى: إلا على أزواجهم أو ما ملكت المومنون: 6] أن تكسون (ما) واقعة موقع (من)، فكذلك في قوله: والسماء وما بناها) [الشمس: 5].
ويجوز أن تكون معنى المصدر، ليس على إقامة الصفة مقام الموصوف. ويقوى الأول ما حكي عن أبي زيد من أنه سمع: سبحان ما يسبح الرعذ بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وإذا وقعت استفهاما لم يعمل فيها ما قبلها من الأفعال التي تلغى وتقع حروف الاستفهام بعدها نحو: علمت، وظننت فمن ذلك قوله تعالى : ان الله يغلم ما يدغون من ذونه من شيء) [العنكبوت: 42] .
पृष्ठ 93