============================================================
المسائا المشكلة في بعض المواضع غير دال علي المعنى الذي يدل عليه سائر المواضع، وذلك كباء الجر في قولك: بحسبك وكفى بالله شهيدا [الساء: 79]، وليس زيد بقائم، وفلان كذا الهيثة. فالباء هنا لا تدل علي الإلصاق، والكاف لا ثنبى عن التشبيه. ولا معني لذلك فيه، لأنه لم يضف شيئا ما كان، وإنما تدل على هذه المعاني إذا أضافت شيئا، وكان معتذا ها غير ملغاة. فالاسم أبدا دال على المعنى الذي وضع له.
فهذا أحد ما ينفصل به الاسم من الحرف، وإن اجتمعا في باب الدلالة على ن مفرد.
_8 قال الله تبارك وتعالى: وقال الذين كفروا هل تذلكم على رجل ينئكم إذا مزقم كل ممزق إلكم لفي خلق جديد [سا: 7] .
يسأل في هذه الآية عن موضع (إذا) و بأي الأفعال يحكم على موضعه بالنصب، وفيه ما يمكن أن تنتصب به الظروف ثلاثة أشياء: قوله يبيكم) وقوله:مزشم } وقوله: جديد.
فأما قوله: ينبكم فلا يجوز أن يكون موضع (إذا) نصبا به (1)، لأن (إذا) هذه لا يجوز أن تكون ظرفا لهذا الفعل، لأن التنبؤ(2) إنما يقع قبل الموت إن مزقوا، فلهذا امتتع أن ينتصب (إذا) به، فحمل (ينبئكم) على أنه على معنى القول، لأنه ضرب منه.
وأما قوله (مزقتم)، فإن جعل موضع (إذا) نصبا به لزم أن يحكم على موضعه بالجزم، لأن (إذا) هذه لا يجوز أن تنتصب به حتى ثقدر جزم الفعل الذي هو الشرط بها والجزم ها لا يسوغ أن يحمل عليه الكتاب(2)، لأنه إنما يجزم به في (1) قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن 1063/2: العامل في (إذا ) ما دل عليه خبر (إن)؛ أي إذا مزقتم بعثتم، ولا يعمل فيه ينبئكم، لأن إخبارهم لا يقع وقت تمزيقهم.
(2) تنبأ الرجل: إدعى النبوءة.
(3) الكتاب: هو القرآن الكريم.
पृष्ठ 70