============================================================
المسانا المشكلة ويجوز النصب في الوجهين: حزع وحزع على الحمل على موضع بتأبين: ويجوز النصب على ولا حزعا من وجه آخر وهو على: ولا أجزع جزعا، وقد أجاز هذا سيبويه فقال: والنصب جائزر على قوله: فلا عيا هن ولا اجتلابا(1) ويجوز ولا حزع، أي: ولا أنا حزع. ويجوز ولا حزع، أي: ولا أنا ذو جزع.
-1 إن اعترض معترض في وصفنا للاسم بأنه يدل على معنى، فقال: من قولكم ان (اين)، و (كيف)، ونحوه أسماء، وهي تدل على معنيين: استفهام، ومكان، أو استفهام، ومعني آخر. فليس الحد بصحيح. أو ليس هذه بأسماء، فمذهب سيبويه في هذه الحروف(2). أنها كان ينبغي أن تستعمل بحروف الاستفهام، وأن حرف الاستفهام مراد في المعنى إن كان محنوفا من اللفظ. فإنما حذف الحرف وهو مرد، والدال على الاستفهام هو الحرف المحنوف، لا هذه الأسماء.
ولو لزم أن يقول: إن هذه الحروف هي حروف الاستفهام من دون المحذوف لموضع دلالتها على المحنوف، للزم أن يقول: إن الشرط هو الجزاء والجزاء هو الشرط لأن كل واحد منها قد يحذف ويدل عليه الآخر، وكذلك المبتدأ هو الخبر إذا حذف الخبر جملة لدلالة الخبر عليه، نحو قوله: يتربصن بأنفسهن [البقرة: 228]، فليس المثبت في اللفظ الدال علي المحذوف بالشيء المدلول عليه.
والدليل على هذا عند سيبويه أن هذه الحروف إذا نقلتها عن موضع الاستفهام، ألزمتها حرفه كقوله تعالى: لاأفمن يلقى في النار خير أم من يأبي آمنا يؤم القيامة [فصلت: 40]. وإنما يحذف الحرف في الاستفهام لدلالة عليه.
وما يفترق به الاسم والحرف وإن كان كل واحد منهما يدل على معنى في غيره، جواز الإخبار عن الاسم، وامتناع الإخبار عن الحرف، وأن الحرف قد يوحد (1) هذا عحز بيت لجرير، وصدره: ألم يخبر بمسرحي القوافي. انظر ديوان جرير ص62، و 75/1.
(2) يقصد هذه الحروف أدوات الاستفهام.
पृष्ठ 69