============================================================
المسائا المشكلة سيبويه من الدر ويدل على ذلك تمثيله لجمعه، وهو: الدراري في باب الألف برفعالي)، فقال: جاء على فعالي: دراري، وحوالي، فردري) هنا غير مهموز، وهو غير ما حكاه في باب الياع لأنه إذا لم يهمز كان عنده (فعليا)، والذي حكاه ها هنا (فعيل). فإن قلت: فمم تكون هذه الصفة؟
فإنه من الدرع، الذي هو الدفع، قال الله عز وجل (قل فاذرؤوا عن أثفسكم المؤت) [آل عمران: 110]، أي: ادفعوه، فادارأيم فيهال [البقرة: 72]، أي: تدافعتم، وررأدرعوا الحدود بالشبهات(1) ادفعوها.
فردري) من هذا كأنه دفع الخفاء والغموض عن نفسه، لشدة وضوحه للحس، وظهوره لفرط ضيائه ونوره، فهو خلاف (السها)(2)، وما أشبهه من الكواكب الغامضة غير المنيرة، ويجوز فيمن قرأ بغير الهمز: كأيها كوكب ذري) [النور: 35] أن يكون مخففا من الهمزة، وأن يكون منسوبا إلى الدار.
ومما جاء (فعيل) أيضا قولهم: علية(2)، هي عندي: فعليشة، وليس بفعلية؛ ألا تراها: من العلو، وعلالي: فعاعيل، ثم انقلبت الواو ياء لوقوع الياء الساكنة قبلها.
فأما (سرية) فينبغي أن تكون من السر، ولا تكون (فعلية) من السراة.
فأما (ذرية) فيحتمل عندي وجوها، قالوا: دهدهت، ثم قلبوا للتضعيف فقالوا: دهديت، وقالوا: دهدوهة، ثم قلبوا فقالوا: ذهدئة، كذا قال الخليل.
فيجوز على قياس قولهم: دهدية، من دهدهت أن يكون (ذرية) فعلولة من الذر، كأته: ذرورة، ثم قلب اللام ياء للتضعيف كما قلبت الهاء له ، فلما قلبت ياء قلبت واو (فعلولة) لسكون الياع وأبدلت ضمتها كما أبدلت من (مرمي) ونحوه.
ويجوز أن تكون (فعلية) من الذر، فقلبت اللام ياء للتضعيف، كما قلبت فيما ذكرنا، والكسرة على هذا غير مبدلة لكن هي أصل في الكلمة. ويجوز أن يكون (فعلية) من الذر، والياء على هذا غير منقلبة.
(1) رواه البيهقي (2) السها: كويكب خفي الضوء في بنات نعش الكبرى: (3) العلية: الغرفة.
पृष्ठ 200