============================================================
179 المسائا المشكلة ويدلك على أنه أضمر النحو الذي ذكرته لك مما يدل على الصبر والجلدوأن ما بعده من المظهر كلام فيه توطين للنفس عند مثلها من الحوادث. ألا ترى : أنه قال: ومن يهزل ومن لا يهزل يعه، فكأنه قال: إني أصبر إذ كان من موتت غنمه، أو أهزل ولم يتموت أصيب فيها بالعاهة، فالإنسان فيهما ممتحن، وهما مصاب، كيف يكون الأمر، وإذا كان كذلك وجب الصبر. ويدل على هذا أيضا قوله: يتليه مبتلي فإن قلت: فهل يكون قوله: يعه، جواب (إذا)، وما بعده من الاسمين اللذين حوزي هما، كما كان حوابا لهما في البيت، وكما جاز قوله عز وجل: *فسلاة لك من أصحاب اليمين [الواقعة: 91] جوابا لرأما) و (إن)(1). فإن ذلك لا يجوز لفساده في المعنى، ولأن الكلام لا يرجع منه إلى اسم (إن) شيء: وموضع (إذا) في البيت نصب بالفعل الذي هو الشرط، ولا يمتنع ذلك فيها إذا جوزي ها، ولو لم يجاز ها، لم يجز أن يعمل فيها الفعل الذي بعدها، لأها تضاف إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، وكذلك قوله: ترفع لي خندف والله يرفع لي نارا إذا ما خبت نيرافهم تقد(2) كأنه: إن يهزل مر زمان غدا يكن كذا، وإن تخب غدا تقد. ولو لم يجاز برإذا) في هذا الذي أنشده أبو زيد وثزل الجواب منزلة جواب (إن) في التقدير، وفي أنه لا يصلح فيه في التقدير القلم، كما لا يصلح في جواب (إن) التقدعم في الكلام، لكان يكون (إذا) وما بعدها في موضع خبر (إن) إن ثقدر بالجواب التقليم على مذهب سيبويه في مثل: إلك إن يصرغ أخوك ثصرع
لأنه قدره: إنك تصرع إن يصرع أخوك فالكلام على هذا كان جيدا، لأنه لم يصر فيه (إذا) خبرا لزيد، ونحوه من المسميات، ومن لم يجز في الجواب التقدعم وجب أن يجوز ذلك عنده، ونحن نذكر ذلك فيما يستقبل من هذا الكتاب -إن شاء الله-.
(1) (أما) و(إن) اللتان في الآية السابقة على هذه الآية ، وهي قوله تعالى: ((وأما إن كان من أصتحاب اليمين.
(2) البيت للفرزدق.
पृष्ठ 179