قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ونحن عليها، إلا أن تكره منها شيئا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها؟)).
قلنا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت.
قال: ((وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها؟)).
قلنا: أمرتنا رسلك أن نقول: لا إله إلا الله، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت من استطاع إليه سبيلا.
قال: ((وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟)).
قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر على البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والصبر عند شماتة الأعداء، وإكرام الضيف.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((علماء حكماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء)).
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا أزيدكم خمسا فيتم لكم عشرون خصلة. إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء غدا عنه تزولون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون)).
قال أبو سليمان: قال لي علقمة بن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفظوا وصيته وعملوا بها. والله يا أبا سليمان ما بقي من أولئك النفر وأولادهم أحد غيري.
قال: وبقي إلى أيام قلائل ثم مات، رضي الله عنه.
पृष्ठ 53