महिला पुरुष का खिलौना नहीं है
المرأة ليست لعبة الرجل
शैलियों
والأصل في هذا البؤس الذي تعانيه فتياتنا وعائلاتنا هو هذا المجتمع الانفصالي الذي نعيش فيه. فإن مثل هذا الغش ما كان ليمكن أن يحاوله شاب فضلا عن أن يقع ويتم. ذلك لأن الفتاة، في المجتمعات المختلطة، تعرف خطيبها قبل الزواج وتروح وتغدو معه في أوساط مختلفة وتقابل أصدقاءه كما يقابل أصدقاءها، وتسير الأمور على نور فلا يمكن الغش. ثم إن مدة الخطبة تطول وتتعارف العائلتان وتتزاوران جملة مرات قبل أن يتم الزواج.
ولكن هذا الغش لا يقتصر على مثل هذا الشاب المغامر الذي ينتحل شخصية ضابط. فإن هناك الخاطبة المحترفة التي تحصل من الخطيبين على أجرها. وهي تكذب وتغش، وليس لها في شأن الزواج سوى ما تعده من جنيهات وقروش لقاء سعيها، وهو سعي أكثره كذب وخداع.
إن المجتمع الانفصالي الذي ما زلنا نعيش فيه إلى حد بعيد يحرمنا السعادة ويفسد زواجنا، بل يحرض على الغش في اختيار الأزواج إنه جناية حية على كل شاب وفتاة. •••
من مدة قريبة (1955) تحدث شيخ للأزهر عن تعدد الزوجات فمدحه ودعا إليه.
وبعد أسابيع نشرت الصحف خبرا عجيبا هو أن أحد الشبان الأثرياء تزوج 42 امرأة طلق منهن 40 وأمسك اثنتين. واشتبك في إحدى القضايا التي جعلت وكيل النيابة يقف على هذا الخبر. فلما سأله لماذا تزوج كل هذا العدد من النساء، أجاب في سهولة وبيان بأنه لم يجد ما يمنعه وأن هذا حقه.
وبكلمة أخرى نستطيع أن نقول إنه يسير على رأي شيخ الأزهر من أن تعدد الزوجات فضيلة. وإن كنت أعتقد أن شيخ الأزهر لم يصل إلى هذا المدى البعيد في القول بهذه الفضيلة.
ولو كان هذا الشاب الثري قد ارتكب هذا التعدد الزوجي في قطر أوربي أو أمريكي لما كان جزاءه أقل من الحبس ثمانين سنة.
ولكن ليست هذه هي العبرة التي أريد استخراجها.
وإنما العبرة أن هذه الإباحة في تعدد الزوجات يجعل من المرأة المصرية التي تمر بها هذه الظروف إحدى اثنتين: إما مجرمة تسخر من المجتمع المصري لأنها تعرف كنهه، وتستغل الأزواج بإثارة شهواتهم دون حبهم، وتحيا على غش وخداع مرعبين؛ لأنها بالطبع ستتجر بالزواج عندما تعرف أن زوجها لا يتجر به فقط بل يفسق به.
وإما هي بدلا من ذلك تنتهي إلى الذلة والمسكنة وأنها سلعة يتناقلها الرجال لشهوتهم، وأنها يجب أن تخضع ولا تفكر في الاستقلال الإنساني أو الفضيلة الإنسانية أو الثقافة أو الأبناء وإنما تفكر فقط في المجهود الذي تبذله كي تستبقي محاسن وجهها وجسمها وكي تعرف كيف تربط زوجها بهذه المحاسن حتى لا تكون واحدة من هؤلاء الأربعين المطلقات.
अज्ञात पृष्ठ