============================================================
بللهالخلاليلح ر الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، دنا د ،واله وصحبه وسلم، وبعد لم تحظ أمة من الامم ولا حضارة من الحضارات بقدر من التراث الفكرى مثل ما حظيت أمتنا الإسلامية، ويرجع ذلك إلى انها حضارة قامت على الحرية واحترام الفكر، والحض عليه، فجعلت الحرية فى مكانة مرموقة، وأعادت للإنسان إنسانيته رحقه فى الاختيار.
إن حضارتنا قامت على أساس الحوار مع الآخر، واعتباره وتقدير آرائه وأفكاره، ولم تسقط حق الآخرين فى النظر والحجدل والاعتقاد، وكان اساسها: {لا إكراه فى الدين و لكم دينكم ولى دين . فهل وعى الآخرون هذا الدرس، وحفظوا لنا الجميل؟!
ولذلك لا نعجب أن وجدنا فكرنا الكلامى غنى بالأفكار ووجهات النظر المختلفة الموضرع الواحد، وإن كان العلماء الأصوليون قد جادلوا أصحاب الديانات والملل والنحل الأخرى فى جو من التحضر والرقى والود، فقد فعلوا مثل ذلك مع أصحاب الفرق المخالفين، فالسنى يناظر الشيعى، والشيعى بدوره يناظر المعتزلى والكرامى، وهكذا .. والجيع تجمعهم عقيدة واحدة وأصول واحدة، ولكنهم مارسون حقهم فى التفكير الحر، وحرية الفهم؛ فى إطار من الالتزام بالأصول.
وفى ظل هذه التمددية الفكرية، ظهرت سلبية للقهر او الحجر على آراء الخصوم عن طريق السلطة السياسية، مثل ما رأينا ما فعلته المعتزلة، فى صنة الكلام، فى خالفيها فى عصر المأمون، ومثل ما رأينا فى الفتنة القشيرية فى عصر الكندرى الطاغية ولكن يبقى الأصل لا غبار عليه، أنت حر، وأنا حر مثلك ولى ما لك من الحقوق اا و على مثل ما عليك من الواجبات، ورأيى خطا يحتل الصواب، ورأيك صواب
पृष्ठ 5