============================================================
البياض هو السواد، ولا السواد هو البياض. كذلك غير ممكن أن يكون الموصوف هو الصفة، والمحدود هو الحد، والمنعوت هو النعت. وإن قلتم: إن الموصوف غير صفته، والمحدود غير حده، والمنعوت غير نعته، وهي، أعي الموصوف والمحدود وللمنعوت جميعا مخلوق [43] هذا الخالق الذي نزهتموه عن الصفة الحد والنعت، فقد أشركتم الخالق بالمخلوق الذي هو الصفة1 والحد والنعت في باب [واحديا، آنهما6 غير الموصوف، والخالق غير الموصوف عندكم. وإن جاز أن يشارك الخالق المخلوق في وجه من الوجوه، لم لا يجوز أن يشاركه في جميع الوجوه؟ فإذأ من عبد الله بنفي الصفات واقع في التشبيه الخفي، كما أن من عبده بإثبات الصفات واقع في التشبيه الجلي .
ومن أعظم ما أتت به طائفة من أهل هذه النحلة في إقامة رأيهم في أن المبدع سبحانه غير موصوف ولا منعوت. [ثم) أنهم أثبتوا له الأسامي التي لا تتعرى عن الصفات والنعوت. فقالوا: إنه سميع بالذات، بصير بالذات، عالم بالذات. ونفوا عنه السمع والبصر والعلم، ولم يعلموا أن هذه الأسامي إذا لزمت ذائا من الذوات لزمتها الصفات الي من أخلها وقعت الأسامي. إذ لو جاز أن يكون عالما بغير علم، أو سميعا بغير سمع، أو بصيرا بغير بصر، لجاز أن يكون الجاهل مع عدم العلم عالما، أو الأعمى مع فقد البصر بصيرا، أو الأصم مع غيوبة السمع سميعا. فلما لم يحز ما وصفنا، صح أن العالم إنما صار عالما لوحود العلم، والبصير بصيرا بوحود البصر، والسميع سميعا لوجود السمع.
فإن قال قائل منهم: إنما نفينا عن البصير اسم البصر إذ كان اسم البصير متوجها حو ذات [44] الخالق، لأنا هكذا شاهدنا أن من له2 اسم البصير يلزمه من أجل البصر، جوز عليه العمى. ومن له اسم السميع يلزمه من أجل السمع، يجوز عليه الصمم. ومن لهه اسم العالم يلحقه من أجل العلم، يجوز عليه الجهل. والله، لا يلحق به الجهل والعمى 1ز: صفته.
، كما في ز، وفي هس: لفا.
3 له: كما صححناه، وفي النسختين: كان.
له: كما صححناه، وفي النسختين: كان.
، له: كما صححناه، وفي النسختين: كان.
पृष्ठ 78