मकालिद
============================================================
الحكيم الذي أوحى إليه في غاية الكمال والتمام. وتمامية الكلام أن يكون مشهودا من جميع الأدلة، وأن تكون الأدلة كلها من جميع المخلوقين شواهد له من جميع الوجوه. فيتوهم من أجله الكلام التام الكامل قالبا قد أفرغ فيه جميع ما شهد له من الأدلة تصويرا وتمثيلا وتقسيما وتحديدا.
وقد ضرب الله مثلا للكلام [251] الكامل بالشحرة الطيبة{ أصلها ثابت وفرعها في السماء ثوتي أكلها كل حين بإذن رببها)،1 يعني أن الكلام سمته أنه يعطي الفوائد من نفسه في كل وقتي، وعند استنباطي، إذا طلب ذلك من عند أربابه.
و الكلمة الخبيثة الناقصة كالشجرة الخبيثة الي( اجتتت من فوق الأرض ما لها من قرار،2 يعني أن الكلام الناقص لا يستقر في القلوب ولا تطمئن به النفوس، بل يرمى به، ولا يعتمد عليه، ولا يلتفت إليه.
ولما كانت علة3 الخلق جميعا إنما هي الكلمة التي هي أمر البارى، جل جلاله،، مع خروج هذه الكلمة عن الصفات والإضافات والنعوت والتأليف والحروف.
وما أظهرئه هذه الكلمة لا يخلو مما وصفناها من صفة وإضافة ونعت وتأليف وحروف،5 بل المعلول الأول خارج عن جميع هذه الأوصاف. وأمكن جمع هذه المخلوقات أن تجمع فيه، مع تباين ما بين المخلوقين، إذ هو جوهر الإحاطة، وجوهر الدوام والبقاء، وجوهر التمام والكمال، وجوهر الحفظ والحراسة. فلووا مال إلى بعض الجواهر دون بعض، أو حفظ بداية الآية {أ لم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشحرة طيبة ...)4. سورة إبراهيم 14: 25-24.
، بداية الآية ومثل كلمة خبيثة كشحرة خبيثة ...*. سورة إبراهيم 14: 26.
3 كما في ز، وفي ه: عليه.
كما في ز، وهو ناقص في ه ه كما في ز. في ه: حرف.
ز: إنه لو.
302
पृष्ठ 302