196

============================================================

الاقليد الثالث والأربعون في أن توهم الإنسان أن النفس أعلى من الفلك، والعقل أعلى من النفس، كعلو الماء على الأرض، وغلو الهواء على الماء، توهم باطل ولعل من لم يهذب نفسه ولم يعودها الإشراف على الجواهر النفسانية، حسب أن النفس تعلو الأفلاك علوا جرمانيا. وكذلك العقل يعلو النفس علوا سطحيا. فليعلم متوهمه أنه لم يعط القياس حقه، ولا أعتق من الجهل رقه.

لأن النفس إن علت الأفلاك كعلو الأفلاك على الأمهات، فلا تخلو من أن يكون علوها عليها من جهة واحدة، أم من جميع الجهات. وإن كان من جهة واحدة، فما تلك الجهة؟ أهي الجهة التي هي علويا، أم الجهة التي هي سفليا، أم الجهة المسمى، أم الجهة الحدثي؟ فإن كانت الجهة التي [كانت] هي [152] علوية،1 فما لمانع لها من الجهة الي هي سفلية؟2 فإن كان ضيق الجوهر منعها عن الاستعلاء على الأفلاك، كان إذا3 جوهر النفس أضيق من جوهر الفلك. ومن الحال أن يكون الروحاني أضيق من الجرماني. [فابقي أن يقول: إنها أوسع وهرا من الجرماني.

فإذا تبت لها السعة في الجوهر، وجب أن يكون استعلاؤها على الفلك من حميع الجهات، إن كان للامكان فيها طرقة. وإن كان علوها عليها من جميع و صناه وفي النسختين: علويا.

صححناه وفي النسختين: سفليا

पृष्ठ 196