المولى أدريس بن عبدالله المحض تعقيب باقتباس
هو ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الامام الحسن المجتبى بن امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه واله صلوات الله وسلامه
أمه قرشية وهى عاتكة بنت عبدالملك بن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومى
ولد بالمدينة المنورة على ساكنها واله افضل الصلاة والسلام وهو أصغر أبناء أبيه
أخوانه
(محمد دوالنفس الزكية شهيد أحجار الزيت , وابراهيم شهيد باخمرى , سليمان شهيد فخ , يحى صاحب الديلم موسى الجون مات مسموما فى سويقة قرب المدينة , والمولى ادريس أستشهد مسموما فى مدينة وليلى قرب فاس )
قال عنه ابوهاشم الجعفرى داود بن القاسم الطيارى
كان ادريس سيدا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة حسن الأخلاق الرضية والشيم المرضية وجيها عدب المنطق لايمل منه صاحبه من مصاحبته من حسن داته وطيب معاشرته ذا فصاحة وبلاغة وأدب وبراعة فارسا بطلا شجاعا من كبار أعيان ال ابى طالب له فى الحرب مواقف عديدة وغارات جزيلة
وقال ايضا
كنت معه بالمغرب فما رأيت اشجع منه ولا احسن وجها
ووصفه بن العدارى بقوله
وفى سنة 172 ه أجتمعت القبائل على ادريس بن عبدالله من كل جهة ومكان فأطاعوه وعظموه وقدموه على أنفسهم وأقاموا معه مغتبطين بطاعته ومتشرفين بخدمته طول حياته وكان رجلا صالحا مالكا لشهوته فاضلا فى ذاته مؤثرا للعدل مقبلا على أعمال البر
وقال عنه بن خلدون
محا جميع ما كان فى نواحيه من بقايا الأديان والملل , وكان حليف القرآن حسن القراءة شجيها
واقعة فخ
تزعم حركة الثورة الحسين بن على الخير بن الحسن المثلت بن الحسن المثنى بن الامام الحسن المجتبى بن الامام على بن ابى طالب عليه واله السلام اواخر سنة 169 ه فى موسم الحج (8 دى الحجة سنة 169 ه الموافق 11 حزيران سنة 786 م ) ومن المعلوم ان ثائر فخ الحسين بن على الخير والدته تكون زينب بنت عبدالله المحض وبالتالى يكون المولى ادريس خال ثائر فخ وقد شارك المولى ادريس فى المعركة وابلى بلاء حسنا ولكن بعد انهزام الجيش العلوى نجى من المعركة مع خادم له يقال له راشد بن منصت الاوربى اصله من قبيلة اوربة البربرية فى المغرب الاقصى فسار راشد بالمولى ادريس الى دياره وقبيلته مبتعدا عن اماكن نفود الدولة العباسية وكان لابد من المرور على مصر أثناء توجههم نحو المغرب وكانت الخلافة العباسية ابلغت ولاتها وعمالها بصفاته للقبض عليه وكانت نقط الحراسة المعروفة بالمسالح تترقب قدومه للفوز بالغنيمة من الخليفة العباسى لكن الرعاية الالهية ساقت له صاحب بريد مصر واسمه واضح مولى صالح بن المنصور وكان واضح يميل الى العلويين فساعده على الخروج من مصر الى برقة فى ليبيا ومنها الى القيروان فى تونس ثم الى تلمسان بالجزائر فطنجة بالمغرب
ونزل المولى ادريس بواسطة خادمه ضيفا على الامير اسحاق بن عبدالحميد الاوربى زعيم اوربة
فأقبل عليه وأكرمه وبالغ فى بره فاظهر له المولى ادريس امره وعرفه بنفسه فوافقه على حاله وانزله داره وتولى خدمته والعناية بشؤنه بنفسه وتنازل له الامير اسحاق عن زعامة قبيلته ووضعها فى خدمته هى ورجالها الاشداء فدعى اهل المغرب عامة لبيعته وعند اجتماع زعماء القبائل عرفه جماعة منهم كانوا حجوا فى السنة الى وقعت فيها واقعة فخ وشاهدوه يقاتل وقد اصطبغ قميصه بالدماء فعرفوا الجميع بدلك فضله ومكانته وشجاعته وحصل على اعجاب البربر لما سمعوه من شجاعته وبطولته فكانت بيعته فى الرابع من شهر رمضان المبارك سنة 172 هجرية الموافق 6 فبراير سنة 789 م فرقى المنبر وخطب فيهم خطبته المشهورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جعل النصر لمن اطاعه وعاقبة السوء لمن عانده ولا اله الا الله المتفرد بالوحدانية الدال على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته ولطف تدبيره الدى لايدرك الا أعلامه وصلى الله على محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه أحبه وأصطفاه وأختاره وأرتضاه صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين
أما بعد
أدعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم , والى العدل فى الرعية والقسم بالسوية ورفع المظالم والأخد بيد المظلوم , واحياء السنة واماتة البدعة وانفاد حكم الكتاب على القريب والبعيد , واذكروا الله فى ملوك غيروا وللأمان خفروا وعهد الله وميثاقه نقضوا وبنى نبيه قتلوا , وأذكركم الله فى ارامل أحتقرت وحدود عطلت وفى ذماء بغير حق سفكت , فقد نبدوا الكتاب والاسلام فلم يبقى من الاسلام الا أسمه ولا من القران الا رسمه , واعلموا عباد الله أن مما اوجب الله على اهل طاعته المجاهدة لهل عداوته ومعصيته باليد وباللسان , فباللسان الدعاء الى الله بالموعظة الحسنة والنصيحة والحض على طاعة الله والتوبة عن الدنوب بعد الانابة والاقلاع والنزوع عما يكرهه الله والتواصى بالحق والصدق والصبر والرحمة والرفق والتناهى عن معاصى الله كلها والتعليم والتقديم لمن استجاب الله ورسوله حتى تنقد بصائرهم وتكمل وتجتمع كلمتهم وتنتظم , فاذا اجتمع منهم من يكون للفساد دافعا وللظالمين مقاوما وعلى البغى والعدوان قاهرا اظهروا دعوتهم وندبوا العباد الى طاعة ربهم ودافعوا اهل الجور عن ارتكاب ما حرم الله عليهم وحالوا بين اهل المعاصى وبين العمل بها فان معصية الله تلفا لمن ركبها واهلاكا لمن عمل بها وولايؤيسكم من علوا الحق واضطهاذه قلة انصاره فان فيما بدا من وحدة النبى صلى الله عليه واله وسلم والانبياء الداعين الى الله قبله وثكتيره اياهم بعد القلة واعزازهم بعد الدلة دليلا بينا وبرهانا واضحا قال الله عزوجل 0 ولقد نصركم الله ببدر وانت ادلة ) وقال تعالى ( ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز ) فنصر الله نبيهوكثر جنده واظهر حزبه وانجز وعده جزاء من الله سبحانه وتوابا لفضله وصبره وايثاره طاعة ربه ورأفته بعباده ورحمته وحسن قيامه بالعدل والقسط فى تربيتهم ومجاهدة اعدائهم وزهده فيهم ورغبته فيما يريده الله ومواساته اصحابه وسعة اخلاقه كما ادبه الله وامر العباد باتباعه وسلوك سبيله والاقتداء لهدايته واقتفاء أثره فاذا فعلوا ذلك انجز لهم ما وعدهم كما قال عزوجل ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) , قال تعالى 0 وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان ) وقال ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء دى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ) وكما مدحهم واثنى عليهم كما يقول ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وقال عزوجل ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ) , وفرض الامر بالمعروف والنهى عن المنكر واضافه الى الايمان والاقرار لمعرفته , وامر بالجهاد عليه والدعاء اليه قال تعالى ( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق ) وفرض قتال المعاندين على الحق والمعتدين عليه وعلى من امن به وصدق بكتابه حتى يعود اليه ويفىء كما فرض قتال من كفر به وصد عنه حتى يؤمن ويعترف بشرائعه قال تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيىء الى امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين
فهذا عهد الله اليكم وميثاقه عليكم بالتعاون على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان فرضا من الله واجبا وحكما لازما فاين عن الله تدهبون وانى تؤفكون , وقد خانت جبابرة فى الافاق شرقا وغربا واظروا الفساد وامتلات الارض ظلما وجورا فليس للناس ملجأ ولالهم عند اعدائهم حسن رجاء فعسى ان تكونوا معاشر اخواننا من البربر اليد الحاصدة للظلم والجور وانصار الكتاب والسنة القائمين بحق المظلومين من درية النبيين , تكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين ونصر الله مع النبيين , واعلموا معاشر البربر أنى أتيتكم وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد الخائف الموتور الذى كثر واتره وقل ناصره وقتل أخوته وأبوه وجده وأهلوه فأجيبوا داعى الله فقد دعاكم الى الله فان الله يقول (ومن لايجيب داعى الله فليس بمعجز فى الارض ولليس له من دونه اولياء )أعادنا الله واياكم من الضلال وهذانا واياكم سبيل الرشاد , وأنا ادريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ورسول الله وعلى بن ابى طالب جداى وحمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار فى الجنة عماى وخديجة الصديقة وفاطمة بنت اسد الشفيقة جدتاى وفاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين وفاطمة بنت الحسين سيد شباب اهل الجنة اماى والحسن والحسين ابنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابواى ومحمد وابراهيم ابنا عبدالله المهدى والزاكى اخواى هذه دعوتى العادلة غير الجائرة فمن اجابنى فله مالى وعليه ماعلى ومن ابى فحظه اخطأه وسيرى ذلك من عالم الغيب والشهادة أنى لم أسفك له دما ولا أستحللت محرما ولامالا وأستشهدك يا أكبر الشاهدين واستشهد جبرائيل وميكائيل أنى أول من أجاب وأناب فلبيك اللهم لبيك مزجى السحاب وهازم الأحزاب مصير الجبال سرابا بعد أن كانت صما صلابا أسالك النصر لو لد نبيك إنك على كل شىء قدير والسلام وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم .
فبويع سلام الله عليه أولا من قبيلة اوربة ثم من قبيلة زناتة ومكناسة وغياثة وغمارة وغيرها
يتبع
पृष्ठ 34