المولى ادريس بن ادريس
ولد المولى ادريس بن ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام يوم الاثنين 3 رجب 177 هجرى
والدته : اسمها كنزة بنت الامير اسحاق بن عبدالحميد الاوربى وكانت امرأة عاقلة حصيفة صالحة
أشرف على تربيته راشد خادم أبيه وتعهده بالرعاية الكاملة فما كان يسمح لأحد ان يقترب منه مخافة عليه من الغدر , حتى أستطاع ابراهيم بن الأغلب حاكم تونس من قبل العباسيين أغتيال راشد رحمه الله , فخلفه على الوصاية على ادريس خالد بن الياس العبدى حتى شب المولى ادريس عن الطوق , ومما روى فى سبب تسميته باسم ابيه أنه لما ولد أخرجه راشد ليراه زعماء قبائل البربر لينظروا اليه فقالوا انهادريس كأنه لم يمت لشدة شبهه بأبيه
وحفظ ادريس القران وهو بن ثمان سنين وكان عالما بالفقه والعربية والشعر وايام العرب وسير الملوك وتدرب على ركوب الخيل والرمى بالسهام , ولما اتم أحدى عشر سنة بويع فى مسجد وليلى غرة ربيع الاول سنة 188 هجرى ولما تمت بيعته صعد المنبر وخطب الناس فقال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أحمده وأستغفره وأستعين به وأتوكل عليه واعودبه من شر نفسى ومن شر كل ذى شر , وأشهد أن لااله الا الله وأن محمد عبده ورسوله المبعوث الى الثقلين بشيرا ونديرا وداعيا الى الله بادنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى ال بيته الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجش وطهرهم تطهيرا
أيها الناس
انا قد ولينا هذا الامر الذى يضاعف للمحسن فيه الأجر وللمسىء الوزر ونحن والحمد لله على قصد جميل فلا تمدوا الأعناق الى غيرنا فان الذى تطلبونه من أقامة الحق إنما تجدونه عندنا .
فتعجب الناس من فصاحته وقوة جأشه وأيقنوا أنه أحق بها وأهلها
بذأ المولى ادريس الأكبر بناء مدينة فاس سنة عام بيعته فى الموضع الذى يحوى عدوة الندلسيين لكنه لم يجد الوقت لأتمامها واكمالها وعمرانها نظرا لمشاغله فى الفتوحات وشهادته السريعة على ايدى الغدر والخيانة فبقت فاس قرية صغيرة متواضعة الى حين بيعة المولى ادريس الثانى فأسس فيها عدوة القرويين سنة 193 هجرى غربى مدينة أبيه على الضفة اليسرى من وادى فاس لما فرغ المولى ادريس من بناء مدينة فاس وحضرت الجمعة الاولى فيها خطب الناس ورفع يديه فى اخر الخطبة وقال ( اللهم انك تعلم أنى ماردت ببناء هذه المدينة مباهاة ولامفاخرة ولارياء ولاسمعة ولامكابرة انما أردت أن تعبد بها ويتلى كتابك وتقام حدودك وشرائع دينك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه واله وسلم مابقيت الدنيا اللهم وفق سكانها وقطانها للخير وأعنهم عليه وأكفهم مؤنة اعدائهم وادر عليهم الأرزاق وأغمد عنهم سيف الفتنة والشقاق انك على كل شىء قدير
حرص المولى ادريس الثانى على التحرر من سيطرة قبيلة أوربة ولأجل ذلك غادر مدينة وليلى وأستقر فى فاس وجعلها عاصمة لدولته وانطلق منها الى أكمال الفتوحات التى بدأها أبيه
على كل حال فان أختيار موقع مدينة فاس من قبل المولى ادريس ينم عن حصافة ودكاء فالمكان صالح للعمران البشرى يجمع بين غزارة الماء وتوفر مواد البناء فضلا عن موقعها الاستراتيجى على طريق الربط بين السهول الاطلسية والمغرب الاوسط وأهميتها لتجارة السودان وقد أستعان المولى ادريسى الثانى بعدد من الوزراء أمثال عبدالمجيد بن مصعب وأخيه عمر بن مصعب وراشد بن مرشد
قاد المولى ادريس الثانى جيوشه نحو الجنوب حيث فتح مناطق مندلاوة ومديونة وفزارة وماسة وتادلا وأسلم على يديه سكانها جميعا توجه بعد دلك لفتح تلمسان وحينما كان نازلا بجوار المدينة اتاه أميرها محمد بن خزر المغراوى وبايعه فدخل تلمسان وأستقامت له امارة المغرب
شجاعته :
ما حكاه ابوهاشم الجعفرى داود بن القاسم الطيارى قال
شهدت مع مولاى ادريس بن ادريس بعض غزواته ضد الخوارج الصفرية من البربر ولقيناهم وهم ثلاتة أضعاف عددنا فلما تراىء الجمعان نزل مولاى ادريس فتوضأ وصلى ركعتين ودعى الله تعالى ثم ركب فرسه وتقدم للقتال فقاتلناهم قتالا شديدا فكان ادريس يضرب فى هذا الجانب مرة ثم يكر فى الجانب الأخر فلم يزل كذلك حتى أرتفع النهار فرجع الر رايته فوقف بأزائها والناس يقاتلون بين يديه فطفقت أنظر اليه وأديم الالتفات نحوه وهو يحرض الناس ويشجعهم فأعجبنى ما رأيته من شجاعته وقة بأسه فالتفت الى وقال :ياداوود مالى أراك تديم النظر الى فقلت :أيها الامام أنه أعجبنى منك خصال لم أرها فى غيرك قال وما هى قلت أولها ما اراه من حسنك وجمالك وثبات قلبك وطلاقة وجهك وما خصصت به من البشر عند لقاء عدوك فقال : ذلك ببركة جدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ودعاؤه لنا وصلاته علينا ووراثة عن ابينا على بن ابى طالب فقلت أيها الامام : اراك تبصق بصاقا مجتمعا وانا اطلب قليل الريق فى فمى فلا أجده فقال ياداوود دلك لاجتماع عقلى ورباطة جأشى عند الحرب ودهاب عقلك وعدم الريق منك فيك لطيش لبك وافتراق فكرك ولما خامرك من الرعب فقلت وانا اتعجب من كثرة تقلبك على سرجك وقلة قرارك فى موضعك قال ذلك منى زعم للقتال وعزم وصرامة وهو أحسن فى الحرب فلا تظنه رعبا وانشأ يقول :
اليس ابونا هشم شد أزره /// وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
فلسنا نمل الحرب حتى تملنا /// ولانشتكى ممايؤول الى النصب
أولاده ( مولاى محمد , مولاى عمران , مولاى جعفر ,جدنا مولاى عبدالله , مولاى أحمد , مولاى القاسم , مولاى عيسى , مولاى على حيدرة , مولاى حمزة , مولاى داوود مولاى يحى ,
شهادته عليه السلام :
2 جمادى الاخر سنة 213 هجرى دس له السم زيادة بن الأغلب لعنه الله بعد أن دام سلطانه 26 سنة وتولى الحكم من بعده ابنه مولاى محمد بن ادريس
يتبع
पृष्ठ 33