بادئ ذي بدئ ... أقدم لك أباعثمان " الجاحظ" إعتذاري مع إحترامي لك أيها القامة الأدبية الشامخة يأمير البيان وصانع أساسيات أدبه ونقده .. يامن رسمت الإبتسامة على الشفاه إبتسامة دائمة لم يخطفها شظف الحياة ولا أرزاء الدهر ومحنه وتقلبه ... وليسمح لي سيدي أباعثمان ، وقد نقلت من كتابك النفيس حياة الحيوان حكا ية ... يحكي أباعثمان أن حيوان الظبع له ميزة يتفرد بها وهي أنه يغير جنسه ما بين مذكر ومؤنث .. فعاما الظبع ذكرا وآخر يتحول أنثى .. وأعذر أباعثمان إن خانته المعلومة لأن أبحاث الحيوان بتلك الفترة لم تسعفه .. عموما أباعثمان إ ن خانه الوضع الفيزيولوجي للظبع .. فحسبه يبدل جنسه .. ربما أن أبى عثمان عثر على ظبع ذكر وحيدا .. وفي عاما آخر ربما قادة ظبعة أنثى هجوما كانت به رأس حربة .. وأنبرى الوضع لأبى عثمان فحسب أن ظبع الأمس الذكر قاد هجوم اليوم وتحول لأنثى ...!! لم يدر بخلد أبى عثمان ان الجنس المؤنث هو سيد العشيرة لدى هذه الحيوانات الإجتماعية وكذا الذئاب .. وظبعة أو ذيبة مسنة هي من تتسيد القطيع وتتحكم به وبالطبع تتمتع بالحكمة .. وتتسيد القطيع بروح الأم وبديموقراطية ويسود القطيع نظام دقيق وصارم يتساوى به أفراده ... والظبع والأسد لهما بصمات بآدابنا وحكاياتنا الشعبية (التراث الوطني) وقد تنم حكاياتهما عن قضايا مماثلة تحصل للمجتمعات البشرية ... مثلا بعرين الأسد تتم مآسي لم نعرفها من قبل والفائز بالغنائم هو الظبع ... في كل عامين تقريبا تنسل مجموعة من الأسود الذكور الشابة فتهاجم عرين أسد .. وأول ما تفعله هو الفتك بزعيم العرين الذي ألف حياة الرغد النوم والكسل وأعتمد على اللبوآت لتحضر له ما لذ وطاب من لحوم .. وبوصول الأسود الشابة وتخلصها من الليث الهصور الغنظفر والكسول الخامل ... وطرده خارج العرين مهزوما يجر أذيال الخزي والعار ... يخل الجو للمهاجمين فيبدئون بقتل أشبال الأسد العجوز ... وخلال هذه المعارك تكون الظباع دائما بالجوار وكلما نفق شبل كان معناه وجبة دسمة .. ومن لحم أسد .. أما الليث السابق فيصبح هرما مطاردا شارد الفكر هذا إذا نجى من براثن الأسود الغازية .. وقد يموت بسوء التغذية نتيجة كسله السابق .. وفي هذه الحالة ترصده الظباع حيث تظعه على قائمة الطعام قبل أن يموت ...
पृष्ठ 80