الإهداء
إلى الكاتب القدير , الهاشمي اليماني ..
أهديك جزيل التحية , وبعد
جمعت هنا حاصل مقالاتك وحتى تاريخ 18-05-2008
إعجابا بما تكتبه , وتعبيرا عن تقديري وامتناني لك .
آمل أن ينال رضاك , وأن ينال رضى متابعيك والمعجبين بقلمك ..
أدامك الله لنا بكل خير , وتقبل وافر التحية والاحترام
ولدك : عبدالله
.28-5-2008مقالات الأستاذ الهاشمي اليماني ¶ الإهداء ¶ إلى الكاتب القدير , الهاشمي اليماني .. ¶ أهديك جزيل التحية , وبعد ¶ جمعت هنا حاصل مقالاتك وحتى تاريخ 18-05-2008 ¶ إعجابا بما تكتبه , وتعبيرا عن تقديري وامتناني لك . ¶ آمل أن ينال رضاك , وأن ينال رضى متابعيك والمعجبين بقلمك .. ¶ أدامك الله لنا بكل خير , وتقبل وافر التحية والاحترام ¶ ولدك : عبدالله ¶ .28-5-2008
إعلامنا ... والوهن والتقاعس !!
16-09-200
-----------------
पृष्ठ 1
إعلامنا أو إرشادنا يحتاج لإرشاد ، به علل وأسقام مزمنة لن نفيها حقها من الوصف مهما كتبنا .. دعونا نركز على قضية ترسيخ الشعور بالدونية ومساهمة جهاز الإرشاد .. لاشك أننا نمر بسنوات عجاف بل بقرون .. لكن لم نتخل عن الأمل ونواجه الأمر بالصبر والتدبير ( ياسين والحلبة ) إعلامنا تورط بمستنقع التوريث لكل شئ ببيئتنا بما في ذلك المواهب والفنون التشكيلية ، والحقيقة أن التوريث يصقل الموهبة ولايخلقها .. وهذا ما غفلت عنه أجهزتها ، فتكرست المناصب والكراسي للورثة حتى وإن كان أحدهم له خوار ثور فيجب أن يصبح مطربا أسوة بأبيه !! وكذا المخرج .. الخ .. بالأمس وأد أحد البرامج صوتا واعدا بتلقينه غناء من خارج بيئته .. وآمل أن لايستمر مثل هؤلاء بالإشراف على تقديم الثقافة اليمنية .. كانت هناك مقابلة أو صيغت مع الشيخ أيوب طارش العبسي ، صاحب لحن وآداء نشيدنا الوطني .. الصوت اليمني الجميل المخضرم ... نعود للشعور بالدونية وتكريس ذلك الشعور .. الشيخ أيوب بالمنباسبة تلميذ المدرسة اللحجية اليمنية هذه المدرسة العظيمة التي جمعت فنونا من كل التراب اليمني وقدمتها جواهر ولآلي بأصوات وأشعار يمانية ... ألحانا يمنية (عربية) تعكس أصالة وتميزا وتفردا ، هي الثقافة العربية ... لأن المتوسط خليطا لايجب أن تطلق عليه العربية إلا إذا عنينا اللغة .. محاور أيوب كان يجره كي يفتخر بأنه من مدرسة عبد الوهاب ، هكذا جرا .. رغم أن اليمن عامة ولحج خاصة وجدت بها أجمل وأعذب الألحان العربية الخالصة وربما تفوقت بخاصيتها اليمنية ، ذلك الإعلامي المرشد التأئه ؟؟ رأى أن مدرسة القمندان وترانيم فضل اللحجي وغيره دون المستوى الائق .. لآنه ربما لم يتعلم شيئا عن اليمن وقام بالتفنن بإختيار عبد الوهاب قدوة لأيوب حتى خشيت أنه سيصف أيوب بأنه لايأكل سوى الفول كوجبة غذاء مفظلة وعظيمة .. وأن الفول يولد نبوغا وعبقرية رغم قناعاتنا أنه يؤدي لإنفتاق البطن وتبلد الذهن ... لكن أيوب لايزال رشيقا كما سائر اليمنيين ، وكنت أتمنى منه رشاقة في أجوبته على ذلك المحاور الأرعن ... لعل وعسى ..
من هنا يتبادر السؤال كيف نستطيع إبراز أنفسنا كحضارة عن طريق إعلام به أمثال هؤلاء . . أنظروا للفقرات المقدمة مسلسلات ومكررات وفلاشات تنحصر بمناطق محصورة بمن يمثلها داخل الجهاز الإعلامي ... هل رأيتم فلاشا واحدا عن صعدة ، الجوف ؟؟ هل تعلمون أن بشواهد القبور بصعدة نحتت آلاف القصائد .. وأنها لم تصور أو تسور .. ونهبت أو سلبت !! وأن المناظر الطبيعية والتاريخية لانعرف عنها شيئا .. سدا مائيا ربما كان المنشأة المائية الوحيدة التي بقيت منذ العصر الحميري موجودة بصعدة وإسمها نسرين .. هل عرفتم ؟؟ إعلامنا يحتاج لغربلة وتحييد ورفد بكفآءات يمنية السمات والفكر والثقافة والإنتماء ..
पृष्ठ 2
لماذا لايتقيد المسئولين بالهندام اليمني ....؟؟وأولهم الرئيس
29-09-2003
------------------
पृष्ठ 3
فخامة الأخ الرئيس لاشك أن اليمن حظيت بإن بار جدد لها مجدها وحفظ لها كرامتها وعزها وأوصلها برالأمان بحكمة وجدارة ومهنية عز وصفها .. يحق لليمن أن تفخر بإبنها الذي شق طريقه عبر وسائل الحب والرضا والقبول .. عبر الإختيار الحر .. إستحوذ على قلوب الصغار والكبار من أبناء اليمن .. وهو شخصكم الكريم المبجل مؤسس اليمن الحديث وبانيها وموطدد أركان وحدتها .. والحديث يطول ويتشعب ولن نفيه حقه .. فغالبية مواطينك يافخامة الرئيس أو كلهم بدون شك يكنون لك مشاعر الحب والود ... والكل يفخر ويشمخ عند ذكر إسمكم الذي أصبح مرادفا لشموخ اليمن وعزها .. وبهذا فإن شخصكم الكريم يمثل الأمة اليمنية كرمز خالد .... وإذا ماعدنا لماضينا المجيد وألقابنا اليمنية ، وترك لي الخيار فإنني سأطلق عليكم لقبا هو : ذو يمن وهو لقب أنتم أجدر الناس بحمله .... وهناك أمور لها صلة بموضوع الشموخ اليمني والحضارة اليمنية وهي تخص الجانب الثقافي ، فكما أننا نقر أن أي إنسان له مطلق الحرية في الجانب الشخصي وأقصد اللباس (الهندام ) والمأكل ... لكن من أضحى رمزا لأمة .. أحيانا يفقد شيئا ما من هذا الحق .. وأركز هنا على جانب اللباس أو الهندام اليمني الأصيل ، دعني ياصاحب الفخامة أعرج على نقطة إيجابية .. خلال مؤتمر صحفي عقب الإنتخابات أبريل 2003 كان لكم موقفا رائعا وهو رفض سؤال قدم بلهجة عربية مهلهلة .. حقا أن من ينطق بلغة الضاد ( اللغة اليمنية) فخورا بموقفكم الرائع والمشرف .. حتى وإن كان السائل من الجنس الناعم ... عودة للهندام اليمني .. كلنا يعرف أن الثوب الذي نرتديه حاليا ليس يمنيا بل ولا حتى من جزيرة العرب ... وهو مسيخ وأتى به المغتربين ، ويختلف كثيرا عن الثوب اليمني ( الزنة ) ثم أن التقاليد اليمنية لم تبح لليمني لباس الثوب فقط ... فعليه أن يلبس مئزرا ( مقطب ، معوز ، فوطة ، وزرة....... إلخ ) أي أن المأزر مع البرد هي عماد اللباس أو الهندام اليمني ، يعني أن اليمني مقطوب ... وكما نرى ذلك حتى بالتماثيل السبيئة ، كذا القبع أو العمامة اليمنية مسخت وأستبلدت بتلفيقات تشوه حضارتنا اليمنية ، أما الكوت الأوروبي فليس له في تراثنا وجود وعندنا ما يغني عنه ... مثلا عندنا القميص المكمم والمذيل والصاية والشملة والقصيرة والمظرب ... ويمتد الأمر ليشمل النعال أو الحذاء فلدينا الحذاء السامي الجلدي ، إن هناك باليمن لا زالت صناعة البرود والمعاوز والوزر ثم العمائم المزخرفة والسوداء والبيضاء .... والمسخ يشمل كذلك المهند اليماني أو الجنبية ، فالجنبية المعاصرة ليست اليمنية الصرفة وأدخلت بها إجتهادات غير موفقة منها القرن الصيفاني الذي بسببه نتهم من قبل حماة البيئة بالمساهمة في إبادة حيوان وحيد القرن ..... في الواقع أن الملابس الحديثة الغربيةالتي ترتدونها هي جيدة ومقبولة وأنيقة وأصبحت مظهر ا عالمي الصفات .... وبالمقابل عندما ترتدون الملابس اليمنية أو ما يعتقد أنها يمنية فإن المنظر يتبدل تماما .... من وجهة نظري الشخصية لا أرى وجه اليمن عريق الحضارة .. وربما رائد صناعة النسيج وعلىمستوى العالم .. لاأراه متمثلا في تلك الملابس الملفقة .... فخامة الرئيس : أنتم رمز اليمن ..... وأنتم القدوة ومن ثمن نعتقد أنه يجب تتبع أدق التفاصيل عن اللباس اليمني الأصيل ثم الظهور به ..... جزاء هام من ثقافتنا وحضارتنا في خطر إن لم يتم تدارك الأمر والتعامل مع الخطر المحدق بجدية ......... وتفضلوا فخامتكم بقبول خالص تحياتي وإحترامي وتقديري .... وشكرا
पृष्ठ 4
العراق ... وأغنام أوستراليا الجرباء !
04-10-2003
--------------------
حكى لي صديقا أنه خلال الفترة التي شهدت تفشي وباء الوادي المتصدع أظطر أن يأكل الدجاج عوضا عن لحم الغنم رغم أنه لايحبه ويكاد أن يصيبه الغثيان لكثرة تناول الدجاج ، وشكى حاله لجاره الذي بدوره دله على مطعم كان يقدم المأكولات اليمنية ومنها السلته والعصيد والمرق .. لكن الجارين فوجأء أن المطعم توقف عن تقديم الوجبات اليمنية لعدم توفر العمالة الماهرة لهذا النوع من الطعام ، لكن صاحب المطعم قدم لهما قائمة من الطعام تشمل الباذنجان المقلي والطعمية والفول .. جن جنون صاحبنا .. وأحتج أنه لايأكل الفول وأن ذلك مسألة مبداء لأنه يؤمن أن الفول يولد الغباء .. وبعد نقاش حاد أوعدهما صاحب المطعم أنه سيقدم الوجبات اليمنية من اليوم التالي . .. وذهب الصديقان للمطعم مجددا .. وكان صاحب المطعم مبتسما مستبشرا بزبائنه ،، وبشرهما أن وجبة اليوم تشمل البرمة التقليدية وأنه أخيرا حصل على لحم غنم طرئ .. وقدم لهما البرمة وبها المرقة واللحم الموعود ... وما لبث صاحبنا وهويقضم اللحم أن صرخ مستغيثا في محا ولة بائسة لإخراج اللحمة من بين أسنانه .. وما إن تخلص من وضعه الصعب حتى صاح بصاحب المطعم .. هذا لحم أو بلاستيك ؟؟ إستفحل الأمر وغدت المطاعم التقليدية بلازبائن والدجاج لم يحل المشكلة .. وفهم لاحقا أن الأستراليين قد ضمنوا صادراتهم من الأغنام .. أغناما خاصة تربى لإنتاج الصوف .. وتنسق عندما تصل لعمر معين أسوة بالدجاج البياض .. وبارت سلعة بيع اللحوم الضانية ... كانت هذه المشكلة كافية لأن تنبه المستوردين لفحص الأغنام الأسترالية قبل وصولها للأسواق ..
पृष्ठ 5
قدمت باخرة أسترالية محملة بالخراف للسعودية .. وبعد الفحص الطبي تبين أن الخراف مصابة بداء جرب الفم ،، ورفضت الشحنة ،، وكان من الصعب عودة الباخرة بحملها من الخرفان المريضة لأستراليا .. ودارت الباخرة من ميناء لآخر عارضة الشحنة ببلاش .. وتأتى لأصحاب الفكر والحضارة أن يتبرعو بالشحنة المريضة للعراق !!
بعد الحرب الكونية الأولى كان لبريطانيا العضمى تواجدا بالعراق .. كما أن مختبراتها الحربية آنذاك كانت تستعد لإنتاج قذائف وغازات حربية ،، ولم تتوانى بريطانيا أن تجربها على أرضية الواقع بشمال العراق ، غازات النبالم ، والصواريخ البدائية وحتى قذائف الطائرات والمدفعية .. نعم كان المحللون وضباط الجودة النوعية لتلك الأسلحة يقيمونها بتلك التجارب المأسوية . .
وبعد الحربين الكونيتين وفي عصرنا الحاضر تمت تجارب كل أنواع الترسانة الغربية على أرضية الواقع وفي العراق ككل تمت تجربة القنابل الذكية والمسيرة بالشعاع والبلوتونيوم ، وأهم من كل ذلك تجربة صواريخ توما هوك ومدى دقتها ..
ضرب العراق ووقع الحصار وما فتئت أميريكا وبريطانيا تجربان منتجاتهما الحربية من مناوشة لأخرى .. وصاحب ذلك الحصار الرهيب المعروف ،، لكن كان هناك إسثناء من ذلك الحصار وهو غض النظر عن تهريب السجائر للعراق .. وكان العراقيين بنفوسهم المنكسرة يجدون بالدخان وسيلة تسلية ، لتجتمع التشوهات التي أحدثتها أسلحة الأشعة والبلوتنيوم للصغار مع أمراض الرئة للكبار ، وبالفعل تقدمت جهة برفع شكوى على شركة فيليب موريس ( زعيمة كارتل السجائر) لكن المحكمة رفضت الدعوى ،، !! ربما أن السجائر في تلك الحقبة أضيفت للأسلحة ، وقد تفوقها فتكا إذا ما تمعنا عادة التدخين بالعراق ..
पृष्ठ 6
وحاليا جاء الدور الأسترالي المساند وبسلاح خاص هو الأغنام الجرباء .. لكم الله يأهل العراق .. أما يكفي ما أحدث الغزاة من تدمير للإنسان وبنيته التحتية .. فيصل الأمر لإنتهاز الحالة الإقتصادية المريعة وتقدم أغناما جرباء ... وبالمجان هدية من أوستراليا ..
पृष्ठ 7
العراق والغرب .. ووداعة الظبع عند الحمار
04-10-2003
----------------------
تحكي أساطيرنا اليمنية أن حيوان الظبع أودع دينارا معدنيا لدى الحمار ... وأن الحمار أحتفظ بالدينار مطبوعا بشكل دائرة .. مكانها بيده ، وأنه أي الحمار رفض إعادة وديعة الظبع .... ومن أجل ذلك وكما جرى .. الظبع يعتبر المفترس الرئيس للحمار ... فهو لايخشى رفسة منه ، كما أن الحمار الحيوان العاشب ليست له أسنان قويه يهابها الظبع ... ونادرا ما تتكتل الحمير لتدافع عن حماها أسوة بالأبقار .. فالحمير سلاحها الوحيد الرفس .. لكنها وحسب قول المشاهدين والمتتبعين تتخدر وتتسمر بمكانها عندما تشم الظبع قريبا ... ولذا كانت حكاية الوديعة بها شئ من الخيال الشبيه بالواقع .. أشبه بلقاء الدائن .. والمديون .
ومن الخيال والطبيعة .. نتابع بألم وتنهدات وأحيانا دموعا مايجري لأشقآئنا بالعراق وما يعانيه السكان الأبرياء من أزمات طاحنة .. مآسي نكبه كارثة ، سمها ماشئت ، أرض الثكالى حتى الفيضانات كانت تجتاحها عندما تنحسر الحروب الطاحنة الساحقة الماحقة .. كل شئ حزين بأرض الرافدين والإبتلاء وارد والشر ضيف مقيم وبدعوة من بعض أبنائها المبجلين مهابي الجانب أحيانا ...
पृष्ठ 8
المفتشين ينبشون الأرض ويستطلعون الفضاء وتحت الماء ، ويتحسسون بوسائلهم ومعداتهم المتطورة كل بوصة بأرض العراق ولم تسلم من فحوصاتهم حتى المساجد وغرف النوم وحتى مزارع الدواجن وحمامات البخار .. ولايبدو أن هناك نورا بآخر النفق ؟؟ ويجب الإستمرار بالتفتيش تزامنا مع التهديد والوعيد حتى يتم التأكد أن العراقيين لايملكون سوى السلاح الأبيض ، ومن ثم الفوز بالغنيمة بأقل الخسائر المادية .. لامناص ولا مخرج من طمع الجشعين ... حتى وإن سحقت ملايين الجماجم .. عجائز ، أطفال ... والأهم ترحيل وأحراق أهل العلوم ومرافقهم وبنيتهم معاهد معامل مدارس مصحات .. الغاية تبرر الوسيلة ، الغاية رفاهية أهل الغرب والوسيلة سحق أهل العراق .. إختبر الغرب ومنذ فترة مبكرة بنات أفكاره ومخترعاته وطورها .. صواريخ ، قنابل ذكية وغبية وغازات ، بلوتنيوم ... الخ .. كل ذلك تمت تجربته وعلى رؤوس العراقيين وحرقت نيرانه أجسادهم .. وحاليا تتكدس مبتكرات وإستنبطات جديدة لأهل الحضارة والمدنية بالغرب .. وحان وقت تجربتها على أرضية الواقع والمسألة وقتية .. والتأكد أن مقاومة العراقيين خاملة وقواهم خائرة عن طريق إستمرار عمليات التفتيش .. وهكذا كان للغرب ما أراد وأحتلت العراق ونفذ الغرب خططه العسكرية التي يحتاج إليها كي تبقى آلياته الحربية تعمل وبكامل الإستعداد .. تعلموا الحلاقة بروؤس الأيتام !!
الساسة بالغرب لايزالوا يؤكدون على أن العراق كاد يمتلك أسلحة محظورة ، والقصة تدع للحيرة .. فهل ياترى قبل العراقيين بسذاجة وديعة لكنهم لم يفوا بشروط إستعمالها كما أشترط المودع .. وعليه يكون وضع الظبع والحمار ينطبق على أزمة العراق مع الغرب ....وهل أي من ساستنا العرب سيقبل بأي وديعة للغرب . .. إعتبروا يا أولوالأبصار ..
पृष्ठ 9
الوجبة القاتلة ..!!؟
07-10-2003
-----------------
पृष्ठ 10
في الماضي القريب دار حوار أو نقاش تقني تجاري إشتد أواره بين الأمير كان واليابانيين عن السيارات اليابانية والتي أثارت حفيظة البعض وغيرتهم في بلاد العم سام ... الأميركان أو من يغارون من منافسة اليابان يدعون أن السيارات اليابانية هشة ولا يراعي بها سلامة ركابها ، ثم تركز النقاش على حزام الأمان وأنه لايفي بمتطلبات السلامة الضرورية .... لكن اليابانيين أجابوا على هذه الإنتقادات والإتهامات بأن سياراتهم إقتصادية متينة وثابته وسلسة على الطرقات .. كما أن بها مجال واسع للروئية ومن ثمة السيطرة عند القيادة .. وأن قائد السيارة هو من يتحكم بها .. ويوجهها حسب رؤيته وسلامة قواه العقلية والبدنية وتفرغه للقيادة وحسب .. ووزنها الأقل إنما يعني إقتصاد بالوقود وقطع الغيار .. ويعني وزنها الخفيف أيظا أنها عربة سلام وليست مدرعة حرب .. أما حزام الأمان والثغرات الفنية التي أكتشفها الأميركان ... فلا وجود لها البتة .. وسبب فشل بعض أحزمة الأمان عند اللزوم يعود لمشكلة طارئة لا توجد إلا بأميركا ، حيث توجد عادة إلتهام الوجبات الأميركية السريعة بالسيارات وخلال السير بالطريق العام .. مما يسبب إنحشار فتات الوجبة في قفل حزام الأمان وبالتالي تتسبب بإفشاله .. وأثبت اليابانيون أن الأميركان مدمنوا وجبات سريعة وأن معظم هذه الوجبات تؤكل بالسيارة .. لذا ربما كان الياباني يشير إلى عدم مسئوليتهم عن إتساخ مقاعد وأرضيات سياراتهم المباعة لأميركا وصعوبة تنظيفها ، رغم فخامة تجهزاتها .. إلا أن عادات سيئة كادت أن تسئ لسمعة صانع السيارات الياباني ،، ونقاش اليابانيين والأميركان تطور وتحظر . لم تعد هناك حاجة لمثل غزوة بيرل هاربر أو هيروشيما ونجاساكي .. وأنتهت الصولات والجولات وساحات الوغى والمبارزة والتي ضاق بها الباسفيك رغم بونه الشاسع .. وعودة لليابانيين وإتهامهم للأميركان بعادة إلتهام الطعام خلال قيادة السيارة وعلى الطرقات العامة وبدون مبالاة ... لابد من وقفة مع بعض من حوادث سير أرتكبها أميركان عساكر نظاميين مؤهلين ... وتوجد بعرباتهم أحدث التقنيات من منظار ليلي إلى رادار ونظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية .. وقد يصل الأمر لحاسب آلي وقيادة آلية ... ومع ذلك يفقد قائدها لبه ورباطة جأشه ويستسلم ويسلم أمام شطيرة الهامبورقر .. ويفقد زمام السيطرة والتحكم .. ولعل مأساة الفتاتين الكوريتين اللتان دهستهما عربة عسكرية أميركية هي من صميم الواقع المرير ... وكادت شريحة الهامبورقر أن تعصف بالعلاقات المتينة الحيوية بن كوريا الجنوبية وأميركا .. فالكوريون أهل شيم وتقاليد ويحمون عارهم ( ماحد يفرط بعاره ) .. ثارت ثائرتهم لدهس الفتاتين وكادوا يفتكون بالأميركان ويحاربونهم بالعصي ورميهم حتى ببرطمانات الكمشي (المخلل الكوري) ومازالت القضية تتفاعل ولوتوفر لهم ما هو موجود لدى إخوانهم الشماليين وطبختهم النووية التي لم تنظج بعد أونها على وشك النظوج لما بخلوا به على الأميركان .. ومازالت القضية تتفاعل كحرب البسوس وناقة جليلة .. ولم يتعضوا بما صنعه جيرانهم اليابنيين عندما تجرعوا بمرارة ومضض قضية إغتصاب الفتيات بأوكيناوا .. من يدري قد يتحالف الياباني مع قريبه الكوري الذي يحن للملمة جسده المجزاء .. وقد نشهد خروج ياجوج وماجوج .. وكانت آخر قضية للسائق الأميركي وربما لن تكن الأخيرة على الإطلاق ... قضية الصحفي الفرنسي باتريك بورا الذي نجا من سعير أفغانستان لتفترسه دبابة أميريكية وتسحله .. بالكويت ... وبعد مأساة الفتاتين الكوريتين والصحفي الفرنسي ومابينهما في شتى بقاع العالم .. نجد المدرعة الأميريكة الكبرى الآلة العسكرية بسفنها أو المدن والمطارات العائمة وقد سال اللعاب لشئ أكبر وأعظم من ساندويتش الهامبورقر بالطبع .. إنها ثروة الشرق الأوسط وكنوزه ! ترى من ستسحل المدرعة الهائجة المتعطشة بعد العراق .. وأي أمم ستفنى أوتفقد سيادتها في أحسن الأحوال .
पृष्ठ 11
باكستان .. وسياسة الإنحنآءات !
08-10-2003
---------------------
أحداث أفغانستان وذيولها كانت حديث الساعة ولازالت بل احتكرت الآذان والأذهان ، تحدثت الأنباء عن محاصرة الملاعمر ولم تلبث نفس المصادر سوى سويعات حتى تعطي نبأ آخر مفاده أن الملاعمر استطاع الإفلات وربما على متن دراجة .. ويتزامن النبأ مع خبر آخر هو اعتقال الملا عبد السلام ضعيف الذي كان يشغل منصب سفير طالبان في الباكستان ، والخبر يعبر عن مأساة ويثير الحزن فالسيد ضعيف حاول كل ما باستطاعته الإفلات من معسكرات الاعتقال التي يؤسسها الأمريكيين أسوة بما فعله أسلافهم الروس السوفيت سابقا مع فارق الخبرة والتجربة بين السلف والخلف ، حاول ضعيف استعمال مفهوم التعامل الخاص مع الدبلوماسيين والمعمول به كعرف دولي ، لكن لم يجد ملجأ ولا منجى ! باكستان رفضت منحه ملجأ والأمم المتحدة رفضت السماح له باللجؤ لمعسكراتها وأوصدت كل الأبواب والسبل أمام ضعيف الضعيف وترددت الأنباء أخيرا عن إطلاق سراحه بعدعام ونيف وفي نفس الوقت ما يزال عمر القوي يلعب مع الأميركان لعبة القط والفار 0
पृष्ठ 13
وباكستان التي هي في وضع لا تحسد عليه وربما كان سبب ذلك يعود للطموحات التقنية التي أفرزها الشعور بعدم الأمان بعد أن حققت الجارة الجبارة سبقا تكنولوجيا عليها ، الهند المكتضة أرصفتها بالبشر وحتى التخمة لكنها أصبحت عضوا بالنادي النووي .. وهي أي الهند لا يبدو أنه يوجد ملاحضات للغرب على سلوكها ، 0 باكستان ضحت بكثير من الهيبة والمبادئ والحلفاء المحليين ارتضت حتى حياة الذل ، وبعد اعتقال ماسمي بالمتشددين ثم مناضلي حركة استقلال كشمير أدارت ظهراها وبازدراء وتجاهل لمن احتمى بها كالحمل الضعيف ليفترسه الجاكوار الأمريكي (النمر) الهائج بعد نجاته من براثن الدب الروسي ، واستمرت باكستان بمسلسل التنازلات .. ومع الهند التي تكشر عن أنيابها وتزأر زئير الأسد وتواصل ضغوطها القوية لمعرفتها بوضع باكستان الحالي ، ويتوج السيد برفيز مشرف إنحنآءاته بمصافحة رئيس وزراء الهند بموتمر كاتماندو ، ..0
والهند كما نعرف من خلال قراءتنا لثقافتها متسامحة ولم تكن بهذه الشراسة ، فبالرغم أنها تعرضت لما هو أكبر من أحداث البرلمان وأعظمها ، اغتيال ثلاثة من زعمائها أولهم المهاتما غاندي مؤسس الهند الحديثة ثم ابنة تلميذه وخليفته الزعيم نهرو أنديرا وإبنها وأسقطت طائرات مدنية وتعرض أمنها لأكثر من هزة عنيفة ، لكن حادث البرلمان في هذه المرة يبدو أن الأمر مختلفا فلاصبر وهو ما عرف به الهندوس ولاتساهل ولاتسامح رغم كل ما بذله مشرف لتطييب الخواطر 0 مشرف لايلام فلاشك أن الأيام قد علمته على أي أرض يقف فالدروس القاسية التي تلقاها الطامحين للحاق بركب التقنية أعطته تحذيرا قد يفيده إن لم يكن القرار قد صدر وأصبح الوقت متأخرا ، فما حدث للطامحين بمشروع القاهر والظافر بأرض الكنانة ومشروع آخر بأرض الرافدين درسا ربما أستوعبه جيدا ومضى في دبلوماسية الإنحنآءت بعدما رأى ما سببه المتنطعون والفشارون وما جلبوا على بلدانهم من وبال وويلات ودمار... ولكن ما فائدة الحذر ..... الجبهة الداخلية بباكستان غدت هشة وقشة ربما قصمت ظهر البعير وهاهي الإغتيالات المتبادلة بين الشيعة وأنصار الصحابة .. والأصدقاء والخلان تلاشوا ليحموا ظهورهم وأصبحوا يلهثون وراء مصالحهم الذاتية .. ولك الله يا باكستان يأرض الطهر كما وصفها إقبال .... وأعانك الله يا مشرف 0
पृष्ठ 14
كوارث الهند .. والمنجمين !
09-10-2003,
-----------------------
مع مطلع العام الميلادي 2001 تعرضت الهند لزلزال عنيف وخاصة ولاية كوجرات (معقل المتطرفين الهندوس) وكانت الخسائر هائلة في الأرواح والممتلكات ،،، كنا نشاهد تلك المأساة أو الكارثة .... على شاشات التلفزيون وتقشعر لهولها أبداننا ، ولاشك أن هذه النازلة كانت شديدة البأس .. وخلفت كثيرا من الضحايا ، كان منظر الأطفال وقد نجو لكن دون ذوو يهم .. مثلا ينجو طفل أو طفلة وتموت بقية الأسرة ،،، أو تموت الأسرة وينجو كبيرها لأنه لم يكن متواجدا بالمكان ساعة الكارثة ، ... وهكذا ..... أما الممتلكات فحدث ولا حرج عمائر بخر من عليائها ساحقة سكانها وما جاورهم بين بلكات سقوفها الأسمنتية .. كما تسحق الرحاء حبوب الطعام ، وكثيرا ما كنا نشاهد امرأة تنجو وهي حبلى لتضع جنينها سليما معافى ،، ومن تلك ينضم الوليد الجديد لسكان الهند الذين لا يشكون إطلاقا من قلة العدد ... وتنهال الاتهامات على مقاولي العمائر بعدم الأمانة عند تنفيذ البناء ،، بالرغم أن الكارثة أو المصيبة لم تتدارك أو تتحاشى حتى بيوت الصفيح ، فكان الموت والفجيعة قاسما مشتركا بين أهل العمائر والقصور والصفيح ،،، سواء كانوا من المسلمين أو الهندوس ،، وبعد الزلازل تأتي الحرائق لتحصد حصيلة أخرى من هؤلاء البشر الصابر على كل بلاوي الدنيا القانعين المتمسكين بفلسفة الرضا والبساطة ... ويبقى معاملتهم للمسلمين استثناء ..
पृष्ठ 15
والبساطة والصبر ذات جذور ثقافية عميقة بمجتمع الهند فهي تدرس وتمارس ... فلك أن تتصور أن أحدهم يقف دون حراك على قدم واحدة فاردا ذراعيه في الهواء كالطير لمدة ثمان ساعات أو أكثر في عملية تأمل ومناجاة روحية .... وهذه الدروس أواليوقا تمارس بشكل طبيعي لتعليم الصبر والتحمل والبساطة ،،، والبساطة والقناعة والرضى مبداء مشكوك به في غير بلاد الهند ولنا مثل بأغنية عربية لصباح عالبساطة ،، لكن وبسرعة تداركت صباح ذلك الغلط بأغنية أخرى ... هي غلطان بالنمرة ، وهكذا يبدو أن بساطة الهند لايمكن تعميمها والراي لصباح ففي الأولى تحب البساطة ، لكن ما تلبث أن تناقضها ببيت بشارع الحمراء ..
نعود للهند بلد العجائب والغرائب والثقافات واللغات المتعددة وحتى الدماء والأعراق البشرية ولعله من قبل المعرفة أن أكبر عدد من أصحاب البشرة السوداء هم هنودا وليسوا أفارقة كما يتبادر للذهن للوهلة الأولى .. تتسم الهند ذات الكثافة السكانية متعددة الطبقات والتطبيقات بكثير من التناقضات ففيما الهند مركزا عالميا لإنتاج برامج الكمبيوتر التي هي الروح للحاسب الآلي (الكمبيوتر) وتطبيقاته المعقدة وتتهافت الشركات العملاقة المتخصصة في التقنيات العلمية المتطورة على الفوز بعباقرة الهند من مبرمجين وتقنيين ذو المهارات العالية المشهود لها في شتى علوم التقنية الحديثة ،، وليس الكمبيوتر وحده ولكن في تخصصات كثيرة ونادرة وهامة ،، ومن البديهي معرفة مركز الهند في إنتاج الأفلام السينمائية .. أحد وسائل الإعلام الفعالة ..
ومع كل ذلك كانت الطرافة أو المنظر المضحك المبكي أن تنتعش سوق الشعوذة والتنجيم عقب كارثة الزلزال المريع ، بل وتنتفخ كروش المنجمين وجيوبهم بمصدر دخل غير متوقع وغير عادي ... وتسيل المادة تحت أقدامهم أنهارا ، فالسكان المفجوعين الثكالى والأيتام يتكدسون أكواما أمام قارئة فنجان ، أو مشعوذا ممسكا ببيضة بلور يستطلع العالم الخفي كما يزعم ؟؟... وآخرون يقرأون كتبا تتحدث عن النجوم ،، وأخرون بالودع والحصى والبخور وطرق لاحصر لها !!! تتعدد أساليبها ووسائلها .... والنتيجة إفراغ جيوب هؤلاء البشر المفجوعين ، كثيرا من السكان البسطاء يأتون بشغف وحماس لإستطلاع الحظ والكشف عن المستقبل ومعرفة ما سيحدث (أستغفر الله) ..
أليس غريبا هذا ..؟؟ لكن الهند كما أسلفت بلد التناقضات ،، والغريب أن هؤلاء السكان المنكوبين المرعوبين لم يخطر ببال أحدهم سؤال هام هو .. لماذا لم يتنباء هؤلاء المنجمين الأفذاذ بخطر الزلزال القادم سلفا ...؟ ولماذا لم يبحثوا بين أسفارهم (كتبهم) عن تمائم وتعاويذ تقلل خسائرهم أو تجعلها في الحد الأدنى ،، كتحذير سكان المنطقة من خطر داهم وشيك الوقوع ... وبذا يتحاشى هؤلاء البسطاء على الأقل تدمير أثاث منازلهم ، وبالطبع النجاة بأرواحهم في البداية ، ..
ربما جاز لنا في أن نطبق القول اليمني الشهير على الهند ... بلاد العلم والحلم والحميرة ..
पृष्ठ 16
مكان اليمن من الإعراب ..والأعراب , ورعونة الإعلام
05-10-2003
------------------------
بمناسبة ما أستجد من أحداث وما برزت من مشاكل نشطت خلالها أجهزة الإعلان كل يتفنن ويعرض مواهبه وربما مثالبه ... ويؤلمني أن أرى وأسمع ذلك الإعراض شبه التام عن أحداث اليمن والجسيمة منها كالانتخابات لاذكرلها وعند الإشارة للعرب كمتخلفين تدرج اليمن ضمن القائمة .. وعند ذكر التميز لاأجد هناك ذكرا لليمن بلد المنشاء للعروبة ، وعليه أرجو الإطلاع على ما يلي :
فقرة مختارة ومعبرة من مقدمة لطبعة من ديوان ترجيع الأطيار للقاضي عبد الرحمن يحي الآنسي (1168-1250ه) كتبها الأديب اليمني الكبير القاضي إبراهيم بن أحمد الحضراني يقول : لم تبرز حتى اليوم صورة واضحة جلية للأدب اليمني ، ولا يزال مطمورا تحت أنقاض السنين المتطاولة ، والعصور المتقادمة . لم تمتد إليه الأيدي ، ولا أتجهت نحوه الأنظار ولم يأخذ مكانه بعد في الأدب العربي (؟؟) حتى ليكاد كثير من الأدباء أن يتشكك في وجود أدب يمني يستحق العناية والإهتمام !! .
وبعيد جدا أن نتصور اليمن - وهي مهد الحكمة والفنون ، ومهبط العرائس والشياطين - عقيما لاتخلق العبقريات ولا تنبت المواهب ، ولاتخصب فيها القرائح والعقول وهي التي وسم أهلها برقة القلوب ، ولين الأفئدة ، وطواعية الحب ، الحب الذي هو ينبوع الشعر والخيال . أو لم يحدثنا التاريخ بأن أشعر الغزليين "عمر بن أبي ربيعة" لم يأته هذا التفوق العظيم على شعراء عصره إلا من قبل أخواله الحميريين ؟ . ويقال : غزل يمان ، ودل حجازي . فأين إذن نصيب العربية من ذلك كله ؟
पृष्ठ 17
لانريد أن نتجنى هنا على رجال العربية وأئمة الأدب فنتهمهم بالإعراض الزائد والتغافل المشين عن كل ما لهذا الشعب من مأثرة وفضل بل لانريد أن نبالغ في التجني فتزعم أن منهم من جهد الجهد كل الجهد في غمص محاسنه ومحو فضائله ، وجعل كل حسنة سيئة ولم ير بأسا في أن يقول : ليس في اليمن غير سائس قرد ، وناسج برد ، ودابغ جلد .. وأن يصل أهله فيقول : هم الكثير عددا ، والبكم أبد .
पृष्ठ 18
لا نريد أن نتظلم أو نتجنى فننسب هذا الإنطواء في الأدب اليمني ، وهذا الإنزواء والغموض إلى إهمال الرواة وازورارهم عنه ، فقد نكون على حق وقد لانكون ...ولكن الأمر الذي لامرية عندنا فيه هو أن الظروف التي أكتنفت اليمن في القديم كان لها أكبر الأثر في هذا الشأن .. ونكتفي بهذه الفقرات مما كتبه الأديب المخضرم ، اليمن مهد الإنسان المتمدن أو المتحضر أو الحاضنة التي منها أبصر النور ومشى للآفاق * أصابتها الكثير من النوائب بداية الكوارث الطبيعية : تصحر وجفاف ، زلازل ، براكين .. ثم ظروف سياسية لاحقة كتسلط أنظمة محلية أو نفوذ قوى خارجية محدثة تخريبا إقتصاديا وإجتماعيا وحالة من الغليان وعدم الإستقرار ، حعلت من اليمني مهاجرا بالغريزة نتيجة لتلك العوامل .. ورغم أن الشعوب أو الأمم المجاورة له هي في الأصل تنتمي له ثقافة وإنسانا إلا أن الظروف جعلتهم يتجاهلون أو يتعالون على بلد المنشاء وربما أمتد الأمر ليشمل المساهة بتقويض أمنه وسلامه وتفكيك روابطه التقليدية القائمة على أسس إجتماعية ثقافية ، أما ما رمى إليه الكاتب بالإشارة إلى جعل كل حسنة سيئة فذاك حقيقة واقعة وملموسة وفي عصرنا الحاضر .. وما على المرء سوى ذكر إسم اليمن فتجد أن هناك من يتكلف المجاملة إذا لم يذم أو يصم اليمنيين بالتخلف .... والفقر ، وكانت هناك مناسبات كثيرة تم التركيز على إحتقار كل ما هو يمني ، إنتهاز الفرصة بفرض إجرآءات صارمة ومعلنة على مخالفة اليمني وإبرازها بشكل ملفت والتركيز عليها حتى يبدو اليمنيين أنهم جنس غجري أو مخالف .. ثم منع حتى الأسماء اليمنية من واجهات الدكاكين وبخاصة بالأماكن الراقية ، ووصل الأمر أن يمنع من يلبس الفوطة من دخول الدوائر الرسمية لأن الفوطة (الإزار) لاتليق ؟؟؟ ولاتسئلني عن الأصداء لدى اليمني المهاجر البسيط ومدى شعوره بالذل والهوان ، وقد يكون الأمر أشد وطأة على أطفاله الذين قد يصابون بشتى الأمراض والعقد ... إذن هناك تجاهل ومحاربة للثقافة اليمنية .. اليمانون الذين عبروا عن ثقافتهم وقبل الكلام بالأفعال بلوحات تملئ الجبال بحدائق معلقة هي المسطحات الزراعية وجعلوا الصحاري جنانا بتخزين المياه .. لاتسل عن أمرئ القيس أو حسان أو البردوني ولكن قبل ذلك نعرج على أنظمة التجارة البحرية والبرية وفي فجر التاريخ مخر اليمانون (الساميون) عباب البحر وتوغلوا بقوافلهم في مجاهل الصحراء والجبال الوعرة وربطوا بين أجزاء العالم القديم ، ناقلين تجارتهم مع ثقافتهم فتعلم البشر لغة المدنية وقوانينها .. وآدابها .. بل ولسانها ، أما الإشارة للقول هم الكثير عددا والبكم أبد أ.. ذاك أمر مشرف بل ومفخرة لليمانيين أنهم من مقلي الكلام فكما أشرنا اليمانيون يعبرون بالفعل ... ناطحات سحاب من الطين أو الحجر سدود وصهاريج ... قوانين وأنظمة ،، ويجزم الكثيرين أن اليمن هي مهد (أورحم) الديانات التوحيدية وذاك يدل على نضج الحضارة اليمنية مبكرا.. والشاهد في ذلك إستجابة اليمنيين السريعة الإيجابية للرسالات التوحيدية الثلاث على مراحلها .. ثم تركهم مواقع الجدل والفتنة ببداية التاريخ الإسلامي وذهابهم لفتح الثغور دون ضجيج أو جلبه . هنا نتوقف عن معاناتنا ونستريح لنستعرض جانبا مضيئا وحدثا يبشر بالخير وبنهاية حقيقية لمآسينا .. فقد هئ الله لأمة اليمن إبنا بارا حالفه التوفيق فأستطاع القيام بتأسيس يمن حديث له مقومات مستقبل زاهر يليق بماضيه العريق .. ولكن علينا وقبل كل شئ العودة لمنابع التقاليد اليمنية والتمعن بلفسفتها وخصائصها ، فخلال مرحلة زمنية ذهب مثقفينا للشرق والغرب محاولين إستيراد مراجع ومناهج وغفلوا عن ما تحت أيديهم من كنوز .. ولعل الإعلام والقواعد التي بنى عليها أسسه كجهاز إرشاد وتوعية كان أكثر من تأثر بهذا الإستيراد ، نعرف أن إخصائي الإعلان أو الإعلام يعرفون نوعا من الخطاب الإعلامي يسمونه الرومانيك ( الروماني ) وهو يتميز بالحدة والصوت العالي ويشوبه الكثير من عدم المصداقية ، وفي بعض مناطق البحر المتوسط إختلط هذا الخطاب ( الأحمق ) بخطاب آخر لايقل عنه وهو الغجري الفوضوي الذي لايعير السامع أدنى إهتمام .. وبرزت مدرسة لهذا الخطاب الغير وقور ... وبسذاجة أو حسن نية قامت وسائل الإعلان لدينا بسلوك نهج ذلك الخطاب ... بل تمادوا وتفننوا بإبرازه ، وفي الإعلان المرئي يصل الأمر عند وصف شئ ما غير مرضي عنه لحد البصق أو حماسا يصل لحد أن تتخيل أحدهم سيقضم مكبر الصوت ... أما الإعلام المقروء فمأساته لاتقل عن ذلك وربما تتفوق في أشياء .... كما نعلم هذه أمور مشينه بالنسبة للثقافة اليمنية ، وعليه وخاصة في هذا العصر الذي بإستطاعتنا تذكير من يجهلنا بما نملك من وسائل فعاله .. علينا مراجعة مناهجنا ويجب أن ننقب في ذواتنا وأن نصلح ما أفسدناه مما أقتبسناه من ترهات ... وأن نسمي الأمور بمسمياتها ، بعيدا عن المنهج الغجري الروماني الذي يفتقد المصداقية والإحترام ، إن مراجعتنا لكل الأمور بصدق وعناية سيجعلنا نداوي جراحاتنا لأننا بلا شك سنضع الكثير من اللمسات على الجراحات النازفة واللتي لم تندمل بعد ثم عدم إنكاء جراحات أندملت ، تركيزنا على شئوننا اليمنية وثقافتنا ومثلها ونفائسها سيمدنا بما نحتاجه من طاقة تمكننا من عرض وجه اليمن المشرق مجددا ...
पृष्ठ 21
القومندان .. والطربي .. !
10-10-2003
----------------------
القمندان ، الأمير أحمد فضل العبدلي .. لم تكن الصدفة أو المناخ والطبيعة المتميزة لتبن جعلت منه فنانا مرهف الأحاسيس وشاعرا مفلقا ، لكن كانت عدة عوامل كونت القمندان منها طلب العلم بهجر يمنية معروفة كزبيد وبيت الفقيه وتريم حضرموت ، والإحتكاك بالشعراء والأدباء وسعة الإطلاع ثم النزول والترجل إلى عالم الواقع وترك صومعة المثقف المتقوقع في تلك الفترة والإحتكاك بعامة الناس وإستقاء روح الفن أصوله وفروعه منهم ، هذه العوامل ساعدت على إبراز شخصيته الفذة المتفردة بكثير من الخصال دلت على النبوغ والعبقرية والنجومية وحلقت باليمن وفنون وآداب اليمن للأعلى وربطت الماضي بالحاضر فوصلته وحمعت رقاعا مبعثرة ومشتتة كاد العبار أن يطمسها فرسمت لوحة بها أدق الملامح وأبلغها ، وترجمت بلعة الإيقاع واللحن والنغم منطقا سلسا مقروأ حكى فقرات من تاريخ حضارتنا العريقة ، صقلت عقيقا يمانيا ولآلي وجواهر وأعادت لها بريقها ورونقها وصاغتها ورتبتها كأحزمة مرصعة تزين حسانا ذوات خصورا يمنية ناحلة تهتز وتتمايل طربا مع موسيقى القمندان ، خرير الماء بسواقي تبن يرقص وغزلان وادي تبن يشترحن (يرقصن) بلابل تبن تردد وحمام الحيط يزجل وقمري البانة يترنم بألحان القمندان .... القمندان عاشق الحياة وبهجتها ,, بشعور الشاعر يزرع الورد والفل والكاذي ويرتحل إلى بلدان خارج البيئة اليمنية ، ويضل عشقه الخال الأبدي لتربة اليمن ، يبحث وينقب عن أشحار تعطي ظلا وثمارا وزهورا فيجلبها وبغريزة الفلاح العاشق يغرسها ويرعاها ، ويوجد بحيرة حتى يكتمل المنظر الجمالي بأبعاده الثلاثة ، حب ما بعده حب نبظ به قلب القمندان وبحيرة تفيظ مياهها عشقا وفنا ، فالقمندان بحسه الشاعري الراقي المرهق لا يستسغ المنظر مبتورا أو ناقصا به قصورا ... وعمل على تناغم البيئة والإنسان في سمفونية أبدية مكتملة الأداء والنغم كان له بها دور القائد ..
पृष्ठ 23
القمندان النابغة وحتى الساعة لم ينل ما ستحق من دراسات وتحاليل ، ولوا أن أحد الدراسات لم تتناول فنه الراقي لكنها ركزت على مثالبه كركيزة اجتماعية (شيخ) وما كان ببعض أفراد هذه الفئة أو الطبقة من سلبيات وطنية ، والقمندان يجب أن يحلل فنيا كجوهرة يمانية وهذا ما يجب أن نعرفه عن القمندان الفنان الأديب المثقف الموهوب ، وكان لزاما على من يتناول هذا النشاط الإنساني من حياتنا أن يوليه الجانب الأهم ، ففكر القمندان شكل ما يشبه قارب نجاة للثقافة اليمنية والتي كانت في شبه سبات أو تمر بفترة خمول عقب حقب زمنية معينة إتسمت بالركود الفكري والتعصب الأعمى كادت معه كثيرا من فنوننا الأدائية أن تندثر وتتلاشى لتصبح أعرق حضارة إنسانية بدون تراث أدائي ..!!!! وربما تعرضت لغضب الفيلسوف الصيني كونفشيوس الذي إهتمامه مركزا .. إلى من ينظم ويلحن للأمة أغانيها عوضا عمن يسوسها .. أو هكذا قال الحكيم الصيني الشهير ..
ونجد أن للقمندان رديفا لكنه من نوع الجماد لكنه ليس الجماد الكلي أو الصمت المطبق ،، وأعني بذلك الطربي ألة العود اليماني الأصيل المسمى بالطربي وربما كصفة ، والطربي يمني الأصل والنغم ... والصناعة وكل شئ ،، أختفي من الساحة لكن من حسنات الدهر أن يجود بمثل الدكتور محمد عبده غانم رحمه الله ، الذي وثق لهذه الآلة وفي كتابه شعر الغناء الصنعاني وصورها مع عازفها الذي كان يرتدي هنداما يمنيا تقليديا ، وتتطور الأمور سلبا ويسيطر العود المتخم المنتفخ فاقد الرشاقة كأهله من البحر الأبيض المتوسط ،، ومع أزماتنا الاقتصادية وفوضى النزعات ونتائجها من فقر وهجرة وتأثر الفقير بسلوكيات الغني ... تختفي آلة الطربي ذات الأصل والمنشأ اليمني .
पृष्ठ 24