بتلك الفترة كان زوج أختي الكبرى ومدرسي قد جلب لنا أنواعا من الديوك محاولا إيجاد منافس وتحطيم أسطورة الديك .. لكن كل محاولاته بآءت بالفشل الذريع ، وذهبت الديوك مهزومة مسحولة ذليلة لتلقى مصيرها المحتوم بقدور الطبخ ، وكتم أستاذي غيظه وكمده حتى لايؤذي مشاعر أبي الذي بدوره يحترم العم حسين ، وذهبت مع أستاذي للسوق الأسبوعي كرحلة رغم مشقة وعذاب الترحال والتنقل .. ووجدنا بالسوق طيور داجنة كالحجل التي طالما أغرمت بلون ريشها الجميل ، وكنا نشتري بيضها ونضعه مع بيض الدجاج فيفقس وتحتضن الدجاج فراخه وتكون الفراخ داجنة مستأنسة كما أن الديك كان يعاملها معاملة عادية كافراد أسرته الكبيرة والكثيرة العدد وأعتقد أن همه الأكبر يتلخص بإحتواء الأمهات تحت لواء الطاعة المطلقة ، وبأحد الرحلات حصلت على بيضتين لبطة وكررت وضعهما بمحضن دجاجة ، وفقست البيضتان عن بطتان جميلتان وقبلت الدجاجة بتبنهما ضمن فراخها ، وخرجت الدجاجة الحاضنة ومع فراخها والبطتان وبأنتظارها مهاب الجانب الديك .. وكان الجميع بجوار بركة الجامع .. كانت الدجاجة الأم ترشد فراخها لتشرب المآء لكن البطتان الصغيرتان قفزتا للماء سابحتان مستمتعتان .. لكن الدجاجة أصدرت أصواتا مرتفعة إستجاب لها الديك وحدث هرج ومرج يصم الآذان ففزعنا نستطلع الأمر خوفا من تسلل أبي الحصين (الثعلب) لكننا لم نجد سوى الدجاجات والديك وقد أفزعهم دخول البطتين للمآء .. كان الموقف طريفا ..
पृष्ठ 35