132

मकालात

مقالات الأستاذ الهاشمي اليماني

शैलियों

الحبشة أو مملكة أكسوم أو كوش ... دار الهجرة الأولى للمسلمين ، وقبل ذلك مهجر اليمنيين الأول في فجر التاريخ ... وبتتبع التاريخ الطبيعي لجنوب جزيرة العرب ومتابعة تصحرها المرحلي على مر العصور القديمة ، أي قبل التاريخ .. كان يدفع بالأنسان اليمني للهجرة لشرق أفريقيا عبر المندب ... ليتكون بعد ذلك المزيج المتميز لتلك الشعوب والتي ظلت وفية وحتى الساعة لجذورها وقوميتها ولم تنفك عرى هذه العلاقة الخاصة ، والتشابه والتوائم قائم في معظم المواقف وشتى أمور الحياة .. وإن طفت على السطح كلمة عتاب من هنا أوهناك .. لكن ما يوحدنا ويقربنا لبعضنا هوالسائد وهموم حياتنا اليومية .... فاللحوح يوحدنا ويملاء مواعدنا ويقوي سواعدنا .. إذا ما أسثتنيا صحراء أوقادين ... مؤقتا فهي في حالة قحط مزمن .. ولايجب أن نقول لهم كلوا بدل اللحوح قاتو كما قالت الإمبراطورة الفرنسية ماري أنطوانيت لجياع باريس أو كما يروى عن علي مقلى الماء يقع لحوح .... أهل أوقادين بحاجة ماسة إلى لحوح ودقيق وماء ... وقيلو ( لحم الإبل بالصومالي) ..

وإلى هم أخر : القات (الشجرة ) يلقي بظلاله الشاحب .. سحابة قاتمة تغطي وجوه أهل المنطقة وتعجلهم تحت وطأة طاحونة الفقر والعوز نتيجة التبذير وسؤ الإختيار لما نطلق عليه الترفيه البرئ !! الذي أشبه ما يكون باللعب مع دب أو نمر جائع .. المشكلة تكمن في هذه النبتة المتربصة بكل درهم أو دينار يدخل جيوبنا ، تعمل كحشرة العثة ، لاتكتفي بنهب الراتب وحسب .. لكن الوقت وهو الأهم وأثمن من الذهب ، وسيظل هذا الغول متربصا بنا وعائقا دون تحقيق تطلعاتنا ، وحاجزا يحول بنيننا وبين مواكبة العولمة أو ركب قات ..

पृष्ठ 154