ولما حصل اجتماعه بي اعتذر إلي عن شأن الكتاب بأنه لا عنده خبر به ، وذكر انه مكنه لي ، فذكرت له ما كان كاتبني به في شأنه وما قاله طالبه من آنه خرج به معه وكذلك ذكرت زوجه، فبهت وقال لي سامحني وأنا أبحث عليه في مخبأتي عند زواوة، وأرسله لك، فخرج من عندي خروجا لا رجوع معه، وبقي بوطنه مدة إلى أن اوفي في سنة ()(1) فإنا لله وإنا إليه راجعون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون.
اوأما حاله في الطلب فهو ممن يقرىء ابن الحاجب قراءة مسامحة بكتاب الضيح(2)، ولا باع معه في غيره، وحاله حال تنسك وتخشع ولا يحتمل مباحتة ليست في طوقه، ولا قدرة له على حل مشكل أو فتح مقفل فيما يقرىء فيه من الوضيح فضلا عن غيره، وكنت سمعت منه مرة أنه رأى(3) في بعض التواليف أن ايدنا محمد - صلى الله عليه وسلم تسليما - اسمه في الجنة إذا حل بها، عبد الكريم اذكر لي هذا تبشيرا لي بموافقة اسمي لاسم هذا النبي الكريم، فالحمد لله، على اذ لك، وأرجو(4) أن يكون الاجتماع مع هذا النبي الكريم في جنة النعيم ، كما وقع الاجتماع معه في اسم عبد الكريم.
45 - [ التعريف بسيدي محمد بن علي الطيار، رحمه الله أمين] حمد الطيار: وممن تصدى للتدريس بالبلد رجل يسمى محمدا، من آولاد سيدي علي الطيار، وهو رجل عليه سكينة وتؤدة، غالبه الصمت، ويذكر عنه أنه درس في أوائل ان الحاجب، ولم أجتمع معه إلا إذا لقيني زائرا، وعليه سيمى الخشوع، ولا مشاركة (1) ما بين القوسين بياض بالأصل قدر ثلاث كلمات.
2) كتاب التوضيح هو الشرح الذي وضعه الشيخ خليل (بن إسحاق) صاحب المختصر على مختصر ابن الحاجب الفرعي، في الفقه المالكي . وتوفي الشيخ خليل سنة 776 ه، من إفادة الشيخ محمد الطاهر اليلي.
(3) في الأصل (رء1) .
(4) في الأصل (أرجوا).
अज्ञात पृष्ठ