أم بعد هنيئة طلب مني آن أقريه التسهيل لابن مالك، وألح عليه(1)، فدافعته بتشتت البال وما أنا فيه من الكدر لنقلة الشيخ التواتي المذكور، فقبل العذر وأعلمني أانه يأتي بأهله من حلة(2) الأعراب ويستوطن البلاد، وبعده، إن يسر الله في القراءة اكون مع تفرغ البال وارتفاع عارض التشويش، فوادعني ومضى لما ذكر ام بعد ليال قلائل قدم ونزل على بعض الطلبة واجتمع بي وأتاني بعد ذلك اكراريس على القرطبية(5)، وندبني إلى التأمل فيها وما كان فيها من الإصلاح طلب ام ي إصلاحه، ولم أشعر أنها له إلا أن الشك داخلني من قوله : أصلح مال ريت(4) 149 افيها غير موافق ، إذ لو لم يكن له ما اذن في الإصلاح فتأملتها بالليل فإذا هي محتوية اعلى فساد فظيع(5)، فوقفت في الورقة على ما يزيد على الخمسة مواضع، وإذا هو اضع التأليف المنقول منه أمامه وينقل فيه، فما طابق في الأصل نجده مطابقا وما اخرج(2) عن ذلك نجده مسطرا في غير موضعه، فوقفت على عدة أماكن في كل ورقة اقولي: تأمل وانظر وأعد النظر ونحوها من العبارات المتفقة المعاني والقريبتها اوناولته إياه . فمن ذلك الحين ما راجعني فيه ولا نسبه إليه إلا ما أسمع على لسان الطلبة.
ام بعد ذلك انتمى إلى بعض المتشبهين بزي الفقهاء من أهل العصر، فأشاد كره ونوه به واجتمع عليه حاشيته وأصحابه للاقراء، وانتصب للتدريس ونسي ما اطب من القراءة وطلب الإفادة، وأبدى(2) للناس أنه صاحب علوم ولو انقرضت كل العلوم لأحياها وفرح بما لديه، وكان قبل هذا بدأ القراءة لبعض المبتدئين في متن الصغرى(6) ومتن الجرومية، وحضرت مبدأه بعد إلحاح منه، فأخذه عارض الدهشة (1) أي على قراءة كتاب (التسهيل) الذات.
2) أي من محلة الأعراب التي كان بها.
(3) أرجوزة في الفقه، وممن شرحها الشيخ أحمد زروق.
(4) كذا (ريت) على نحو العامية، وهي (رأيت) (5) في الأصل (فضيع).
(46) عبارة (وما خرج) مكررة بالأصل.
(7) في الأصل (أبدا).
(4) في العقائد للسنوسي
अज्ञात पृष्ठ