[13] وأيضا فإن النار الضعيفة إذا كانت في ضوء ضعيف ظهرت وأدركها البصر، وإذا كانت في ضوء الشمس ظهر الجسم الذي فيه النار ولم تظهر النار. وإن كان في تلك النار دخان ظهر الدخان ولم تظهر النار.
[14] وأيضا فإنه إن حصل في ضوء الشمس جسم كثيف متلون بلون مشرق قوي، وقرب من ذلك الجسم جسم أبيض نقي البياض، وكان هذا الجسم في الظل وفي ضوء ضعيف، ظهر عليه لون ذلك الجسم كما وصفنا من قبل. ثم إن قرب الجسم الأبيض حتى يصير في ضوء الشمس أو يقوى الضوء الذي عليه، خفي ذلك اللون الذي عليه. وإن رد إلى الظل وإلى الضوء الضعيف ظهر اللون عليه. وعند كونه في الضوء القوي أيضا وخفاء اللون الذي عليه: إن ظلل الجسم بجسم كثيف وهو في مكانه حتى يضعف الضوء الذي عليه ظهر اللون عليه، وإن رفع الجسم المظل حتى يقوى الضوء على الجسم الأبيض خفي اللون الذي عليه.
[15] وكذلك إذا قربنا جسما مشفا متلونا لون بشرق إلى نار قوية، وقربنا إلى ظل ذلك الجسم ثوبا أبيض، ظهر لون ذلك الجسم المشف على ذلك الثوب كما وصفنا من قبل. ثم قربنا إلى ذلك الثوب نارا غير تلك النار حتى يشرق ضوؤها على ذلك الثوب خفي ذلك اللون الذي كان يظهر على الثوب فلم ير إلا بياض الثوب فقط. وإذا غيبنا تلك النار الثانية ظهر اللون على الثوب.
[16] وأيضا فإن بعض الحيوانات البحرية قد يكون لها أصداف وأغشية إذا حصلت في موضع مظلم لا ضوء فيه ظهرت تلك الأصداف كأنها نار، وإذا نظر إليها ناظر في ضوء النهار أو في ضوء النار أدرك تلك الأصداف ولم ير فيها شيئا من النار. وكذلك الحيوان المسمى اليراع إذا طار في الليل ظهر كأنه نار تخطف، وإذا نظر إليه ناظر في ضوء النهار أو في ضوء النار أدرك الحيوان ولم ير فيه نارا.
पृष्ठ 124