الفصل الثاني: في ذكر الأئمة
اعلم أن الإمامة هي: التقدم في معنىً بالناس إلى معرفته حاجة، أو قضى عليهم الخوض فيه وارتكابه وإن كان بهم عنه غِنىً١.
والأئمة على ضربين: أحدهما: أئمة الهدى والدَّلالة، والثاني: أئمة الرَّدى والضلالة.
فأما أئمة الهدى فهم الذي قال الله تعالى فيهم: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾ ٢، وقال ﷿: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ ٣.
_________
١ أورد هذا التعريف الإمام أبو نصر عبيد الله السجزي في كتابه: (رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص٢٠٥) تحقيق: د. محمد باكريم، وعرّف الراغب الأصفهاني الإمام بأنه: "المؤتمُّ به إنسانًا كأن يَقْتَديَ بقوله أو فعله، أو كتابًا أو غير ذلك، محقًا كان أو مبطلًا" (ر: المفردات ص٢٤) .
وتطلق الإمامة في الاصطلاح على معان ثلاثة هي:
١- الإمامة الكبرى وهي الخلافة أو الملك أو رئاسة الدولة.
٢- الإمامة الصغرى وهي إمامة الصلاة.
٣- العالم المقتدى به. (ر: أحكام الإمامة والائتمام في الصلاة ص٦٢ د/ عبد المحسن المنيف) .
والمقصود هنا من هذه المعاني: المعنى الثالث.
٢ سورة السجدة /٢٤.
٣ سورة القصص /٥.
1 / 85