والثانية: أمة الإجابة، وهي التي شهدت له بالبلاغ والأمانة، فمنعت دمها ومالها واستوثقت ذمتها من صدق صادق ومداج١ منافقٍ، قال الله ﷿: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ ٢.
والثالثة: أمة الاتِّباع، وهي التي أطاعت أمره واقْتصَّت أثره، قال الله تعالى: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ ٣ وهي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة من هذه الأمة٤.
_________
١ مَدَج فلان: أرخى السِّتر (ر: القاموس المحيط ٢٣٩)
٢ سورة الأنبياء /٩٢، سورة المؤمنون /٥٢.
٣ سورة الأعراف /١٨١.
٤ يشير المؤلف ﵀ إلى حديث مشهور محفوظ صححه كثير من العلماء المحققين مثل الترمذي والحاكم وابن تيمية والذهبي وغيرهم، ورواه عدد من الصحابة منهم: أبو هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأنس بن مالك، وابن مسعود، وغيرهم ﵃. بألفاظ متقاربة، فقال ﷺ: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" وفي بعض الروايات: "هي الجماعة".
أخرجه أبو داود (ح ٤٥٩٦،٤٥٩٧)، والترمذي (ح ٢٦٤٠،٢٦٤١)، وابن ماجه (ح٣٩٩١،٣٩٩٢،٣٩٩٣)، وابن حبان (ح ٦٢١٤)، والحاكم (١/١٢٨، ٢/٤٨٠)، وأحمد (٢/٣٣٢، ٣/١٢٠،١٤٥، ٤/١٢٠)، وغيرهم، وصححه الشيخ الألباني (ر: سلسلة الأحاديث الصحيحة ح٢٠٣،٢٠٤،١٤٩٢ للشيخ الألباني) .
1 / 84