183

मनाज़िल ऐम्मा

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

अन्वेषक

محمود بن عبد الرحمن قدح

प्रकाशक

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

प्रकाशक स्थान

الرياض

ولذت١ بقبره، فرأيت مالك بن أنس ﵀ متزرا ببردة متشحا بأخرى، يقول: حدثني نافع عن ابن عمر عن صاحب هذا القبر - يضرب بيده قبر رسول الله ﷺ فلما رأيت ذلك هبته الهيبة العظيمة٢. قال الشافعي: وقدمت على مالك وقد حفظت الموطأ فقال لي: احضر من يقرأ لك. فقلت: أنا قارئ، فقرأت الموطأ حفظا، فقال: إن يك أحد يفلح فهذا الغلام. قال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول في قوله ﷿: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوع﴾ الآية٣، فقال: معناه - والله أعلم - الخوف: خوف العدو، والجوع: جوع شهر رمضان، ونقص من الأموال: الزكوات، ومن الأنفس: الأمراض، والثمرات: قيل: موت الأولاد، وبشر الصابرين: على أدائها٤.

١ اللَّوْذُ بالشيء: الإستتار، والإحتصان به، والإلتجاء، والإحاطة، وجانب الجبل وما يطيف به، ومنعطف الوادي. (ر: القاموس المحيط ص ٤٣١، الصحاح ٢/٥٧٠) وبهذه المعاني فإنه يتضح المعنى الصحيح للجملة، في أن الإمام الشافعي - بعد أدائه في المسجد النبوي - فإنه انعطف وتوجه واستتر بقبر النبي ﷺ للسلام عليه، ويدل على هذا المعنى سياق الكلام بعده. ٢ رحلة الشافعي بقلمه، رواية تلميذه الربيع بن سليمان الجيزي ص٨، طبعة المطبعة السلفية سنة ١٣٥٠هـ القاهرة. ٣ سورة البقرة /١٥٥. ٤ أخرجه البيهقي في أحكام القرآن ١/٣٩.

1 / 206