فصلٌ
إذَا أتَى مكةَ جازَ أنْ يدخُلَ مكةَ والمسجدَ مِنْ جميعِ الجوانبِ، لكنَّ الأفضلَ أنْ يأتِيَ مِنْ وجهِ الكعبةِ؛ اقتداءً بالنبيِّ ﷺ؛ فإنَّهُ دخلَها مِنْ وَجْهِهَا مِنَ الناحيةِ العُلْيَا (١) التي فيها اليومَ بابُ الْمَعْلَاةِ، ولم يكنْ على عَهْدِ النبيِّ ﷺ لِمَكَّةَ ولا للمدينةِ سورٌ ولا أبوابٌ مَبْنِيَّةٌ، ولكنْ دخلَها مِنَ الثنيَّةِ العُلْيَا؛ ثنيةِ كَدَاءَ -بالفتحِ والمدِ- المشرِفَةِ على المقبرةِ، ودخلَ المسجدَ مِنَ البابِ الأعظمِ الذي يُقالُ له: بابُ بَنِي شَيْبَةَ (٢)، ثم ذهبَ إلى الحَجَرِ الأسودِ؛ فإنَّ هذا (٣) أقربُ الطرقِ إلى الحجرِ الأسودِ (٤) لمنْ دخلَ مِنْ ناحية (٥) الْمَعْلَاةِ (٦).
_________
= ٣/ ١٦، مواهب الجليل ٣/ ١٦٦، البيان ٤/ ٢٢٩، الإنصاف ٣/ ٥٠٢.
(١) لحديث ابن عمر ﵄ قال: (كان رسول الله ﷺ يدخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى) رواه البخاري (١٥٧٥)، ومسلم (١٢٥٧).
(٢) لحديث ابن عباس ﵄: (أن رسول الله ﷺ لما قدم في عقد قريش دخل مكة من هذا الباب الأعظم) رواه ابن خزيمة (٢٧٠٠) وصححه الألبني.
(٣) قوله: (فإن هذا) هو في (ب): (فإذا هو).
(٤) قوله: (الأسود) سقط من (أ) و(ب).
(٥) في (ج) و(د): (باب).
(٦) قال شيخ الإسلام في شرح العمدة (٥/ ١٤٥): (وذلك لما تقدم في دخول مكة من =
1 / 66