١٢٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ وَأَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسٌ فَقَالَ لَكَ: يَا عُمَرُ إِذَا عَمِلْتَ فَاعْمَلْ بِعَمَلِ كُلٍّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بِاللَّهِ: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا فَحَلَفَ، فَبَكَى عُمَرُ "
١٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: " أَخَذَ بِيَدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ﵀، فَقُمْنَا إِلَى رَجُلٍ يُكْنَى أَبَا هَمَّامٍ، مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الْحَيِّ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِ قَالَ: " سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنِيَ الْحَجَّ قُلْتُ: فَأُرِيتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَتَانِي فَقَالَ: احْضُرِ الْمَوْسِمَ الْعَامَ، فَانْتَبَهْتُ فَذَكَرْتُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ قَالَ: فَأَتَانِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ فَانْتَبَهْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَانِي اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: وَكُنْتُ قُلْتُ فِي نَفْسِي إِنْ هُوَ أَتَانِي قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَى انْظُرْ مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا مِنْ دَارِكَ فَاحْتَفِرْ فَإِنَّ فِيهِ دِرْعًا لِجَدِّكَ لِأَبِيكَ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ ثُمَّ احْتَفَرْتُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَإِذَا دِرْعٌ كَأَنَّهَا عَنْهَا الْأَيْدِي قَالَ: فَأَخْرَجْتُهَا فَبِعْتُهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثُمَّ أَتَيْتُ الْمِرْبَدَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا أَوْ نَاقَةً وَتَهَيَّأْتُ بِمَا يَتَهَيَّأُ بِهِ الْحَاجُّ، وَوَعَدْتُ أَصْحَابًا لِي فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَوْسِمَ، ثُمَّ أَدْرَكْتُ الِانْصِرَافَ فَذَهَبْتُ لِأُوَدِّعَ وَقَدْ قَدَّمْتُ بَعِيرِي إِلَى الْأَبْطَحِ، فَإِنِّي لَأُصَلِّيَ فِي الْحِجْرِ إِذَا غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَأُرِيتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ لِي: يَا. . . . إِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَ مِنْكَ سَعْيَكَ ائْتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْ لَهُ إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا ثَلَاثَةَ أَسْمَاءٍ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبُو الْيَتَامَى، سُدَّ يَدَكَ بِالْعَرِيفِ وَالْمُكَاسِ، ⦗٧١⦘ قَالَ: فَانْتَبَهْتُ فَرَأَيْتُ أَصْحَابِيَ فَقُلْتُ لَهُمُ: امْضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، وَأَخَذْتُ بِرَأْسِ بَعِيرِي وَسَأَلْتُ عَنْ رُفْقَةٍ تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ، فَمَضَيْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دِمَشْقَ فَسَأَلْتُ عَنْ مَنْزِلِهِ، فَأَنَخْتُ نَاقَتِي أَوْصَيْتُ، وَذَلِكَ قَبْلَ انْتِصَافِ النَّهَارِ فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا أَمْنَعُكَ أَوْ مَا أَمْتَنِعُ عَلَيْكَ وَلَكِنْ أُخْبِرُكُ كَانَ مِنْ شَأْنِهِ يَعْنِي تَشَاغُلَهُ بِالنَّاسِ حَتَّى كَانَ السَّاعَةُ فَإِنْ صَبَرْتَ وَإِلَّا. . . فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ لَهُ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا نَعْلٌ فِي إِصْبَعَيْهِ وَإِذَا هُوَ يَسْقِي الْمَاءَ الْجَارِيِّ فَأَلْقَى نَعْلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ عَدَنَ، قَالَ: كَيْفَ الْبُرُّ عِنْدَكُمْ، كَيْفَ الشَّعِيرُ كَيْفَ الزَّيْتُ كَيْفَ السَّمْنُ كَيْفَ الْبَزُّ، حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الَّتِي تُبَاعُ وَذَكَرَ الْبُرَّ حَتَّى ذَكَرَ الرُّطَبَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ هَذَا عَادَنِي إِلَى الْمَسْأَلَةِ الْأُولَى ثُمَّ قَالَ لِي وَيْحَكَ قَدْ جِئْتَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَتَيْتُكَ لَهُ الْأَوْلَى قَالَ: ثُمَّ قَصَصْتُ رُؤْيَايَ مِنْ لَدُنِ الرُّؤْيَا إِلَى مَجِيئِي إِلَيْهِ، قَالَ: فَكَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَخْفَى عِنْدَهُ، قَالَ: وَيْحَكَ أَقِمْ عِنْدِي فَأُوَاسِيَكَ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ صُرَّةً بِهَا أَرْبَعُونَ دِينَارًا فَقَالَ: لَمْ يَبْقَ مِنْ عَطَائِي غَيْرُ مَا تَرَى وَأَنَا مُوَاسِيكَ فِيهَا قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا آخِذُ عَلَى رِسَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا أَبَدًا، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ صِدْقٌ عِنْدَهُ قَالَ: فَوَدَّعْتُهُ فَقَامَ إِلَيَّ فَاعْتَنَقَنِي وَمَشَى مَعِي إِلَى بَابِ الدَّارِ وَدَمَعَتْ عَيْنُهُ فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَمَكَثَ حَوْلًا ثُمَّ قِيلَ لِي مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَخَرَجْتُ غَازِيًا، فَلَمَّا كُنْتُ فِي أَرْضِ الرُّومِ إِذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ اسْتَأْذَنَ لِي قَدْ عَرَفَنِي وَلَمْ أَعْرِفْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّ الْأَمِيرَ صَدَّقَ رُؤْيَاكَ مَرِضَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُهُ فَكُنْتُ أَعْتَنِقُهُ أَنَا وَهُوَ مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ إِذَا كَانَتْ سَاعَتِي الَّتِي أَكُونُ عِنْدَهُ يَذْهَبُ فَيُصَلِّي، وَإِذَا كَانَتْ سَاعَتُهُ ذَهَبْتُ أَنَا فَنِمْتُ وَقَامَ يُصَلِّي وَعَلَى الْبَابِ دَوِيٌّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لِلَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي إِذْ سَمِعْتُ بُكَاءً شَدِيدًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ حَدَثَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ؟ فَجَعَلَ لَا يَكْتَرِثُ لَيَالِيَ ثُمَّ إِنَّهُ سُرِّيَ عَنْهُ فَفَتَحَ الْبَابَ فَقَالَ: أُعَلِّمُكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى صَدَّقَ رُؤْيَا الْبَصْرِيِّ، أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ لِي مَقَالَتَهُ "
١٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: " أَخَذَ بِيَدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ﵀، فَقُمْنَا إِلَى رَجُلٍ يُكْنَى أَبَا هَمَّامٍ، مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الْحَيِّ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِ قَالَ: " سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنِيَ الْحَجَّ قُلْتُ: فَأُرِيتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَتَانِي فَقَالَ: احْضُرِ الْمَوْسِمَ الْعَامَ، فَانْتَبَهْتُ فَذَكَرْتُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ قَالَ: فَأَتَانِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ فَانْتَبَهْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَانِي اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: وَكُنْتُ قُلْتُ فِي نَفْسِي إِنْ هُوَ أَتَانِي قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَى انْظُرْ مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا مِنْ دَارِكَ فَاحْتَفِرْ فَإِنَّ فِيهِ دِرْعًا لِجَدِّكَ لِأَبِيكَ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ ثُمَّ احْتَفَرْتُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَإِذَا دِرْعٌ كَأَنَّهَا عَنْهَا الْأَيْدِي قَالَ: فَأَخْرَجْتُهَا فَبِعْتُهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثُمَّ أَتَيْتُ الْمِرْبَدَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا أَوْ نَاقَةً وَتَهَيَّأْتُ بِمَا يَتَهَيَّأُ بِهِ الْحَاجُّ، وَوَعَدْتُ أَصْحَابًا لِي فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَوْسِمَ، ثُمَّ أَدْرَكْتُ الِانْصِرَافَ فَذَهَبْتُ لِأُوَدِّعَ وَقَدْ قَدَّمْتُ بَعِيرِي إِلَى الْأَبْطَحِ، فَإِنِّي لَأُصَلِّيَ فِي الْحِجْرِ إِذَا غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَأُرِيتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ لِي: يَا. . . . إِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَ مِنْكَ سَعْيَكَ ائْتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْ لَهُ إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا ثَلَاثَةَ أَسْمَاءٍ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبُو الْيَتَامَى، سُدَّ يَدَكَ بِالْعَرِيفِ وَالْمُكَاسِ، ⦗٧١⦘ قَالَ: فَانْتَبَهْتُ فَرَأَيْتُ أَصْحَابِيَ فَقُلْتُ لَهُمُ: امْضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، وَأَخَذْتُ بِرَأْسِ بَعِيرِي وَسَأَلْتُ عَنْ رُفْقَةٍ تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ، فَمَضَيْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دِمَشْقَ فَسَأَلْتُ عَنْ مَنْزِلِهِ، فَأَنَخْتُ نَاقَتِي أَوْصَيْتُ، وَذَلِكَ قَبْلَ انْتِصَافِ النَّهَارِ فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا أَمْنَعُكَ أَوْ مَا أَمْتَنِعُ عَلَيْكَ وَلَكِنْ أُخْبِرُكُ كَانَ مِنْ شَأْنِهِ يَعْنِي تَشَاغُلَهُ بِالنَّاسِ حَتَّى كَانَ السَّاعَةُ فَإِنْ صَبَرْتَ وَإِلَّا. . . فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ لَهُ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا نَعْلٌ فِي إِصْبَعَيْهِ وَإِذَا هُوَ يَسْقِي الْمَاءَ الْجَارِيِّ فَأَلْقَى نَعْلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ عَدَنَ، قَالَ: كَيْفَ الْبُرُّ عِنْدَكُمْ، كَيْفَ الشَّعِيرُ كَيْفَ الزَّيْتُ كَيْفَ السَّمْنُ كَيْفَ الْبَزُّ، حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الَّتِي تُبَاعُ وَذَكَرَ الْبُرَّ حَتَّى ذَكَرَ الرُّطَبَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ هَذَا عَادَنِي إِلَى الْمَسْأَلَةِ الْأُولَى ثُمَّ قَالَ لِي وَيْحَكَ قَدْ جِئْتَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَتَيْتُكَ لَهُ الْأَوْلَى قَالَ: ثُمَّ قَصَصْتُ رُؤْيَايَ مِنْ لَدُنِ الرُّؤْيَا إِلَى مَجِيئِي إِلَيْهِ، قَالَ: فَكَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَخْفَى عِنْدَهُ، قَالَ: وَيْحَكَ أَقِمْ عِنْدِي فَأُوَاسِيَكَ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ صُرَّةً بِهَا أَرْبَعُونَ دِينَارًا فَقَالَ: لَمْ يَبْقَ مِنْ عَطَائِي غَيْرُ مَا تَرَى وَأَنَا مُوَاسِيكَ فِيهَا قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا آخِذُ عَلَى رِسَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا أَبَدًا، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ صِدْقٌ عِنْدَهُ قَالَ: فَوَدَّعْتُهُ فَقَامَ إِلَيَّ فَاعْتَنَقَنِي وَمَشَى مَعِي إِلَى بَابِ الدَّارِ وَدَمَعَتْ عَيْنُهُ فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَمَكَثَ حَوْلًا ثُمَّ قِيلَ لِي مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَخَرَجْتُ غَازِيًا، فَلَمَّا كُنْتُ فِي أَرْضِ الرُّومِ إِذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ اسْتَأْذَنَ لِي قَدْ عَرَفَنِي وَلَمْ أَعْرِفْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّ الْأَمِيرَ صَدَّقَ رُؤْيَاكَ مَرِضَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُهُ فَكُنْتُ أَعْتَنِقُهُ أَنَا وَهُوَ مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ إِذَا كَانَتْ سَاعَتِي الَّتِي أَكُونُ عِنْدَهُ يَذْهَبُ فَيُصَلِّي، وَإِذَا كَانَتْ سَاعَتُهُ ذَهَبْتُ أَنَا فَنِمْتُ وَقَامَ يُصَلِّي وَعَلَى الْبَابِ دَوِيٌّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لِلَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي إِذْ سَمِعْتُ بُكَاءً شَدِيدًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ حَدَثَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ؟ فَجَعَلَ لَا يَكْتَرِثُ لَيَالِيَ ثُمَّ إِنَّهُ سُرِّيَ عَنْهُ فَفَتَحَ الْبَابَ فَقَالَ: أُعَلِّمُكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى صَدَّقَ رُؤْيَا الْبَصْرِيِّ، أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ لِي مَقَالَتَهُ "
1 / 70