فإنهم قد ضعفوا دين الله تبارك وتعالى، وخالفوا دينه، وخالفوا قوله، وقالوا على الله تبارك وتعالى غير الحق، وجادلوه عن أهل المعاصي والخونة، وقد نهى الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما.
فزعموا أن هؤلاء مؤمنون، فعادونا من أجل هؤلاء، وأدخلوهم في ولاية المؤمنين، فمن يعقل يعلم أنا أولى بالحق منهم، بالحب للمسلمين عامة، إلا أهل الفسق منهم، الذين أوجب الله تبارك وتعالى في كتابه لهم النار، فهي لهم.
فسلهم هل يدخل الجنة إلا من يحب الله؟ أو يشكون فيمن لا يحبه الله تبارك وتعالى، لا يدرون أيدخل الجنة أم النار؟ وقد قال الله تبارك وتعالى: ?لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء?[آل عمران: 28].
وقال تبارك وتعالى: ?لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون?[النور: 46 - 48].
فسلهم عن خمسة رهط من أهل القبلة، وافقوا عشرة رهط من تجار المسلمين، فأرادوا أن يأخذ أموالهم، فلم يستطيعوا، فذهب الخمسة إلى عشرة من الأكراد فوالوهم، فشاركوهم على قتال المسلمين وأخذ أموالهم. فدعاهم المسلمون إلى الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى كتابه الكريم وإلى أن يكونوا معهم على قتال الأكراد، فأبوا عليهم وقاتلوا - مع الأكراد - المسلمين حتى قتلوهم وأخذوا أموالهم فاقتسموها هم والأكراد.
पृष्ठ 46