ولا يتوب الله إلا على من تاب إليه، ولا يرضى عمن اتبع سخطه، إنما يرضى الله تعالى عمن أرضاه واتبع رضوانه، ومن استغنى عن الله ولم يتب إليه استغنى الله عنه، ولو قال بلسانه: تبت إلى الله، وخان أمانته، وأكل مال اليتيم، ولم يرده إلى أهله كان منافقا، يخدع نفسه.
وأنزل الله تبارك وتعالى في المدينة: ?سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين?[النور: 1 - 2].
وقال تعالى: ?لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم?[التوبة: 128]، فلو كان الزاني مؤمنا لكان النبي بالمؤمنين رؤوفا رحيما، وقال تعالى: ?الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين?[النور:3] فلم يسم الزاني مؤمنا ولا الزانية مؤمنة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فإن تاب يتوب الله عليه)).
पृष्ठ 13