وقال تعالى:?الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب?[الرعد: 29].
وأنزل تبارك وتعالى في نقض العهد: ?إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم?[آل عمران: 77]. الخلاق: النصيب، فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فكيف يكون مسلما؟!
فقل لأهل البدع والباطل: أرأيتم لو أن رجلا دفع إلى رجل عشرة آلاف درهم كانت ليتيم في حجره، فسأله أن يردها إليه، فجحده فيها ولم تكن له عليه بينة، فاستحلفه فحلف له بالله يمين صبر، ما دفع إليه شيئا، وماله عليه حق قليل ولا كثير، أكان ممن اشترى بعهد الله وأيمانه ثمنا قليلا؟ وإن الله تعالى قال: ?متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا?[النساء: 77]، فلو أنه كان ممن اتقى الله تعالى ولم يشتر بعهد الله وأيمانه ثمنا قليلا لم يخن أمانته، فإن الله قال: ?إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا?[الأحزاب: 72]. فمن لم يؤد أمانته فيها كان منافقا وكان كافرا، قال تعالى: ?وإن الله لايحب من كان خوانا أثيما?[النساء: 107].وقال تعالى: ?إن الله لا يهدي كيد الخائنين?[يوسف: 52].
पृष्ठ 12