مثاله: النور الذي يعبده المجوس؛ فإنه يمكنهم أن يقولوا: هو كل
إله يفعل الخير، فقولهم الإله وصف جامع له وللظلمة، وقولهم: يفعل الخير وصف خاص يفصله منها، وعكسه أن يقال: وكل إله يفعل الخير فهو نور - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -.
[ذكر كيفية السؤال عن الحقيقة وجملة من أمثلة الحقائق المبتدعة والاصطلاحية]
وأما كيفية السؤال عن الحقيقة، والجواب عنه:
أما السؤال: فهو يقع بألفاظ مختلفة، ومعانيها متقاربة، وهو أن يقال: ما هو؟ أو ما حقيقته؟ أو ما حده؟ أو ما معناه؟ أو ما تفسيره؟
وأما الجواب: فنحو ما تقدم [مثاله] في العرفية والصيغة الاصطلاحية.
وأما الذكر لجملة من أمثلة الحقائق المبتدعة الاصطلاحية:
فمثال ما يصح في اللفظ والمعنى: تحقيقهم للخمر بما تقدم ذكره.
ومثال ما يصح في اللفظ دون المعنى: تحقيق المعتزلة للمعدوم بأنه المعلوم الذي ليس بموجود، وذلك لأن ذات المعدوم عندهم ثابتة فيما لم يزل لأجل كونه معلوما فاللفظ صحيح والمعنى باطل.
ومثال ما يصح في المعنى دون اللفظ تحقيقهم أيضا للجسم بأنه الجواهر المؤتلفة طولا وعرضا وعمقا، أما صحة المعنى فلأن الجسم هو كل ما له طول وعرض وعمق.
पृष्ठ 43