मजमू मंसूरी भाग दो (पहला भाग)

मंसूर अब्द अल्लाह d. 614 AH
249

मजमू मंसूरी भाग दो (पहला भाग)

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

शैलियों

शिया फिक़्ह

وقوله سبحانه في العلم وسع وإن كان مجازا من حيث أن حقيقته في الأجسام شايع؛ لأنه سبحانه خاطب العرب بلغتهم وهم يخاطبون بالحقيقة والمجاز وذلك يقتضي بأن خطابه على طريقهم، ولأن المجاز قد ورد في خطابه على طريقتهم، ولأن المجاز قد ورد في خطابه تعالى في قوله: ?واسأل القرية التي كنا فيها والعير?[يوسف:82]، والمراد أهل القرية وأهل العير؛ لأن العير الإبل وهي بهائم لا تفهم ولا تجيب، والقرية منازل وأبنية جماد والجواب منها أبعد وسؤالها لا يتوهم فثبت أن المراد واسأل أهل القرية وأهل العير. والمجاز: ما أفيد به ما لم يوضع له، وإنما استعير له ولم يسبقه إلى الإفهام بنفسه، فإذا ثبت أنه تعالى قد خاطب بالمجاز خلافا لما تذهب إليه الحشوية فلا معنى لقول من يقول: كيف قال تعالى: ?وسع كرسيه السماوات والأرض? أي علمهما على التفصيل والجملة، والعلم لا يتوهم فيه السعة لأنا نقول خاطب بذلك سبحانه على جملة التوسع والمجاز، وخطابه بالمجاز جائز دليله ما قدمنا، فلما كان علمه بهما بحيث لا يغادر شيئا منهما صار كأنهما داخلان في إثباته متغلغلان في قيعانه وهو محيط بهما وحائز لهما جاز أن يتجوز في ذلك سبحانه بقوله: ?وسع كرسيه السماوات والأرض?.

وأما قوله: إذا كان المراد به إحاطة علم كان حيا عالما عاقلا يعني العلم، فذلك قول لا وجه له ولا خفاء بسقوطه، لأنه إذا قيل: علم فلان محيط بكذا وكذا لم يسبق إلى الأفهام ولا يخطر في الأوهام أن علمه عالم عاقل حي؛ لأن علمه عرض، والعلم والحياة والعقل مستحيلة عليه، ولأن ذلك لو جاز فيه أدى إلى التسلسل.

पृष्ठ 289