मजमू मंसूरी भाग दो (पहला भाग)

मंसूर अब्द अल्लाह d. 614 AH
248

मजमू मंसूरी भाग दो (पहला भाग)

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

शैलियों

शिया फिक़्ह

المسألة السابعة والأربعون[ معنى قوله تعالى:?وسع كرسيه

السماوات والأرض? ]

قال تولى الله هدايته: قوله تعالى: ?وسع كرسيه السماوات والأرض?[البقرة:255] ما معنى ذلك؟ وهل قوله وسع لفظة مقصود بها إحاطة الأجسام بعضها ببعض فيكون كرسيه تعالى مكانا للسماوات والأرض، أو مقصود بها إحاطة علم فيكون حيا عاقلا عالما إذا كان جسما حيوانيا، فهل يلزمه ما يلزم الأجسام الحيوانية الدنياوية من تغذية وغيرها كالإنسان والطير وما سوى ذلك، أو كالحيوان الدنياوي فيكون كالملائكة على رأي من يرى أن الملائكة أجسام، فيكون ملكا مقربا، أو جسما لا كالحيوان المتغذي كالشمس والقمر وما جانسهما.

الجواب: قد بينا اختلاف العلماء في العرش والكرسي على قولين، ونحن نبين معنى قوله تعالى: ?وسع كرسيه السماوات والأرض?[البقرة:255] على كل واحد منهما على وجه الاختصار.

اعلم أن من يذهب إلى أن معنى الكرسي العلم يحمل قوله تعالى: ?وسع كرسيه السماوات والأرض?[البقرة:255] على أن المراد به إحاطة علمه تفصيلا وجملة بما في السماوات والأرض، حتى [لا] يغادر منهما ولا مما فيهما ذبابا ولا نملة، فعلمه بما فوق السماوات والأرض كعلمه بما تحتهما وبما في جوفيهما، وعلمه بما جن عليه الليل كعلمه بما أشرق عليه النهار، فأتبع سبحانه التمدح بإحاطته بهما أنهما لا [يؤوده] حفظهما حفظا؛ لأن التمدح لا يقع بحفظ ما لم يعلم، فلما أخبر أنه عالم بهما أخبر أنه حافظ لهما، ومن قوله تعالى: ?وسع كرسيه ? أي علمه.

قولهم: علم فلان واسع إذا كان مستدركا للغوامض، عارفا بالدقائق، فلما كان علمه ليس من علم المخلوقين بسبيل، وكيف وهو لا يفتقر إلى برهان ولا دليل، وطرد الآفات عليه تبارك وتقدس مستحيل، ساغ أن يقول : ?وسع كرسيه السماوات والأرض?[البقرة:255] أي أحاط علما بالسماوات والأرض.

पृष्ठ 288