قال: ومن أعظم المحدثات وأسباب الشرك الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها، وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنهي عن ذلك، والتغليظ فيه.
الجواب: أن جعل ذلك من المحدثات وأسباب الشرك يحتاج إلى برهان
قاطع، ودعوى التواتر مفتقرة إلى بيان.
[الكلام على حديث (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد...)، وحديث (اللهم لا تجعل قبري وثنا)]
قال: ففي صحيح مسلم عن جندب بن عبدالله البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول في حديث، فساقه إلى أن قال: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك))، ثم حكى بعد ذلك من حديث ابن عباس وعائشة وأبي هريرة وابن مسعود.
الجواب: أولا: إن سلم صحتها فهي مصرحة بالنهي عن اتخاذ القبور أنفسها مساجد، ونقول بموجبه، ولكن أين ذلك مما يرومه صاحب الرسالة؟، مع أنه يحتمل أن يكون ذلك اللعن والذم لاتخاذها معبودة من دون الله تعالى كما ورد ذلك مصرحا به في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ))، وفي هذا تنبيه على أن سبب اللعن بذلك جعلهم لها أوثانا تعبد كما قد روى ذلك صاحب الرسالة، وهو ينقض جعلك لها ذريعة في كلامك، فهو حجة عليك لا لك.
पृष्ठ 75