وكفى في هذا الباب بما قصه الله تعالى في الكتاب عن أهل الكتاب حيث يقول جل اسمه: ((وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون (80) بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) [البقره:80-81] فسلف الذاهب إلى ذلك في قوله هم اليهود: ((تشابهت قلوبهم)) [البقرة:118] وحسبك في إكذابه وإبطاله قول الملك المعبود.
هذا وأصح ماوقفنا عليه من تأويل هذا الخبر لمتانته وعدم التعسف فيه ماتأوله به والدنا الإمام الأعظم أمير المؤمنين المهدي لدين الله رب العالمين محمد بن القاسم الحوثي الحسيني في جواباته على علماء ضحيان، وقد نقل ذلك التأويل في هوامش كثيرة من الأماليات والإرشاد، ولابد من إيراد السؤال والجواب بلفظيهما لما فيهما من الإفادة والتعرض للزيادة، ولابأس بإيضاح حجة وبيان محجة.
قال السائل، وهو القاضي العلامة المنتقد والحافظ المجتهد صارم الإسلام وخاتم المحققين الأعلام إمام الشيعة وواحد أساطين الشريعة الولي بن الولي إبراهيم بن عبدالله الغالبي رضي الله عنهما في سياق السؤال: أخذنا المقصود منه ثم ماروي في أمالي أحمد بن عيسى برواية عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده عن عمر بن علي عن علي عليهم السلام: ((من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة جاز على الصراط يوم القيامة وعن يمينه وشماله ثمانية اذرع وجبريل آخذ بحجزته وهو متطلع في النار يمينا وشمالا من رأى فيها دخلها بذنب غير شرك أخرجه)) فهذا مشكل غاية الإشكال على قواعد الآل، إن قلنا برده مع هذا السند لزم التشكيك في جميع أحاديث الكتاب وهو أعظم معتمد أئمتنا، وإن قلنا بقبوله ففيه مافيه، والجواب مطلوب جزيتم خيرا.
पृष्ठ 58