[ثانيا: الكلام في الحديث وشرحة]
ولنعد إلى المقصود بعون الملك المعبود: إذا تقرر هذا فنقول هذا الخبر من القسم الثاني أعني ما أمكن تأويله وصحت طريقه، فيجب العدول إلى التأويل، والمسألة التي ورد فيها من أصول مسائل الوعد والوعيد، وقد علم من هناك خلود من دخل النار أعاذنا الله تعالى منها بآيات القرآن الحكيم وقواطع السنة النبوية وإجماع آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قرناء التنزيل وأمناء التأويل، ((ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار)) [آل عمران:192]، ((إن الأبرار لفي نعيم {13} وإن الفجار لفي جحيم {14} يصلونها يوم الدين {15} وما هم عنها بغائبين)) [الإنفطار:13-16]، ((ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا)) [الجن:23]، ((فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)) [البقره :86]، ((كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا)) [السجده:20]، ((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)) [النساء:56]، ((كلما خبت زدناهم سعيرا)) [الإسراء:97]، ((ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)) [غافر:18] وغير ذلك من العمومات القاطعة والخصوصات الساطعة ممن لايبدل القول لديه وليس بظلام للعبيد.
पृष्ठ 57