============================================================
ورؤوس الأمراء؛ كخالد بن الوليد، ويزيد ابن أبي سفيان رضي الله عنهم، وترجل أبو عبيدة رضي الله عنه، وترجل عمر بن الخطاب، فأشار أبو عبيدة ليقبل يد عمر، فهم عمر بتقبيل رجل آبي عبيدة، فكف آبو عبيدة، فكف عمر رضي الله عنهما، وكان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بين يديه على فرس، وكان وسيما جميلا، فجعل البطارقة والعظماء من الروم يسلمون على العباس، وهو يشير الى عمر رضي الله عنه، فيرجون، فيسلمون عليه، وسجد له جماعة من الرهبان والقسيين، فنهاهم ومنعهم) وقال : لا يحل السجود لغير الله عز وجل، فقالوا : مارأينا أحدا أشبه بالحواريين من هذذا الرجل: وتلقاء جمع كثير من أهل الأديان بالسيوف، فكره النظر إليهم وأمر بردهم، فقال له أبو عبيدة رضي الله عنه : إنها سنة الأعاجم يا أمير المؤمنين ، وتلقاء معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه في موكب نبيل، فجاوز عمر رضي الله عنه ولم يعرفه، فأخبر معاوية آن آمير المؤمنين قد تقدمه، فرجع إليه، فترجل وقئل يده، ومشى في ركابه، وأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يعرض عنه ساعة طويلة، وهو سائر لا يلتفت إليه، وهو ماش في ركابه، فقال عبد الرحملن بن عوف رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين؛ أتعبت الرجل، فقال : يابن أبي سفيان؛ أنت صاحب الموكب آنفا مع ما بلغني وقوف ذوي الحاجات ببابك، فقال : يا أمير المؤمنين؛ إنا في بلاد فيها جواسيس العدو، ولا بدما يردعهم بمثل ما يردعهم به من هيبة السلطان، فإن أمرتني أن أترك هذذا . . فعلت ، فلم يرد عليه شيئا .
ثم إنه لما وصل آمير المؤمنين إلى بيت المقدس.. خرج إليه الرهبان والقساوسة وأكابرهم، فتلقوه ودخلوا بين يديه إلى بيت المقدس، ثم سار عمر رضي الله عنه حتى صالح نصارى بيت المقدس، واشترط عليهم إجلاء الروم الى ثلاث، ثم إنه لما دخل المجد.. إنما دخله من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء: زاد في رواية : فبينا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بالجابية ؛ اذا بكزدوس (1) من الروم بأيديهم السيوف مسللة، فثار إليهم المسلمون بالسلاح، فقال لهم أمير المؤمنين : إن هلؤلاء القوم مستأمنون، فساروا نحوهم، فوجدوهم جندا من بيت المقدس يطلبون الأمان (1) الكردوس : كتيبة من الفرسان على خيولهم
पृष्ठ 175