============================================================
الثاني : أن يوجد ذلك في كلام من ليس مجمعا على ولايته، فهاذا يعرض عنه وعن قوله، وهذكذا نفعل في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى: وسبب ذلك : أن الأقوال لا تدل على الولاية في نقير ولا قطمير(1) ، فإن الفلاسفة والملاحدة قد تكلموا بأرق تصوف وأحسنه؛ كابن سينا وغيره، فلا يعرج على كلام أحد حتى تثبت ولايته عند من له قدم راسخ في العلم والولاية.
وقد قال شيخ الإسلام شهاب الدين السهروردي - قدس الله روحه - : إن بعضهم يتكلم بالطامات عن قوة نفس وذكاء قريحة.
وقد قال لابن حمويه وقد دخل عليه بكراس في كمه صنفه في علم الحروف، وكان الشيخ في سبحة الضحى وسلم عن ركعتين : هاتان الركعتان خير مما في كمك (2).
فذك على أنه لا اعتبار بالكلام، وأن الاعتماد في أمر الولاية إنما هو على العمل على وجه السنة الشريفة، على شارعها أفضل الصلاة والسلام، مع أنها عناية محضة ربانية، وللكن الكلام إنما يرد على الأسباب .
وهذا حين أشرع في مقصود الكتاب مستعينا بالله الكريم الوهاب، مطرزا الكتاب بذكر العشرة المشهود لهم بالجنة، ثم جمع من أعلام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين (1) التقير : هو النكتة في النواة ، كأن ذلك الموضع نقر منها ، القطمير : القشرة الشفافة التي في ظهر النواة، والمراد من ذلك كله : نفي أدنن قيمة عن الشيء الموصوف بهانه الأوصاف .
(2) شبحة الضحى : نافلة الضحن، وانما خحت النافلة بالسبحة ؛ لأن التبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة : سبحة : لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في آنها غير واجبة
पृष्ठ 108