============================================================
المسالة الثالثة : [في دوام الولاية)(1) : اعلم : أن هذذه الأمة - زادها الله شرفا - لا تزال الولاية ثابتة فيها إلى يوم القيامة .
والدليل على ذلك : أنه قد ثبت من غير ما طريق : آن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال في أمتي أربعون على قلب إبراهيم الخليل" أخرجه الطبراني في " معجمه" (الكبر4181/109، وهو نص في ثبوت الولاية في هذذه الأمة إلى يوم القيامة، ونص أيضا في قولهم : فلان على مشرب فلان ومعنى كونهم على قلب إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام : آنهم يسيرون كسيرته، ويتابعون طريقته مع الله سبحانه وتعالى، ثم مع عباده وخصر القلب بالذكر؛ لأنه قانون الصلاح والفساد، كما ثبت في الحديث المشهور من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما : " ألا وإن في الجسد مضغة، اذا صلحت.. صلح الجسد كله، وإذا فسدت. . فسد الجسد كله، ألا وهي القلب "(2) المسألة الرابعة : [في الكلام عن عبارات الأولياء الموهمة] : قد يجد الناظر في كتب القوم ما ظاهره يخالف ظاهر الشرع ، ولا شك أن الأمر في ذلك على قسمين : أحدهما : أن يوجد ذلك في كلام من هو مجمع علي ولايته؛ كأبي يزيد البسطامي رحمه الله، فهاذا يجب تأويله وحمله علن محمل صحيح، وسبب وروده عنه- والعلم عند الله تعالى - أحد أمرين : اما استغراقه وغيبته عن نفسه وحسه، فيبدو ذلك منه حال الاستغراق والغيبة..
فيسامع واما اعتمادا على لطف الله سبحانه وتعالى؛ كما قال سيدنا الكليم موسى عليه الصلاة والسلام : ( إن هى إلا فتنياق) ولا يصح ذلك عن غيره عليه الصلاة والسلام .
(1) قال الإمام الفخر الرازي في " تفسيره " (220/16-221) لقوله تعالن: ( كأيها الزي مامثوا ايثوا الله وكونوا ع الدقيرب) : إنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين ، ومتى وجب الكون مع الصادقين. . فلا بد من وجود الصادقين في كل وقت ، وما لا يتم الواجب إلا به.. فهو واجب، قدلت هذذه الاية عليى وجود الصادقين (2) اخرجه البخاري (52)، ومسلم (1599) .
पृष्ठ 107