وفي أرصاد آخر أكثر من هذه نجد نحن ذلك بعينه لازما ونجد أبرخس مرارا كثيرة نعرف (¬54) به من ذلك أنه في كتابه في زمان السنة لما قاس بين الانقلاب الصيفي الذي رصده /H207/ أرسطرخس في آخر سنة خمسين من الدور الأول من أدوار قلبس . (¬55) قال هذا القول فمن البين إذا أن في مائة سنة وخمس وأربعين سنة كان هذا الانقلاب أسرع من الزيادة التي توجبها الربع بنصف الزمان المجتمع من يوم وليلة. وأيضا في كتابه في الشهور والأيام الكبيسة لما تقدم فقال إن زمان السنة أما علي رأي آل ميطن و أوقطيمن فثلاث مائة وخمسة وستون يوما ومع ذلك ربع يوم وجزء من ستة وسبعين جزءا ونصف (¬56) من يوم. وأما علي رأي قلبس فثلاث مائة وخمسة وستون يوما وربع يوم فقط. فقد اتبع ذلك بأن قال بألفاظه نصا هذا القول. وأما نحن فأما نجد شهورا تامة محصورة في التسع العشرة السنة عدتها مثل عدتها عندهم. وأما السنة فنجدها أقل أيضا من الربع بجزء من ثلاثة مائة جزء من يوم بغاية التقريب لمبلغه حتي يكون في ثلاث مائة سنة B ينقض أما علي رأي ماطن فخمسة أيام وأما علي رأي قلبس فيوما واحدا. ولما أجمل أراءه إلا الشاذ منها فيما رسمه في كتبه قال هذا القول: وقد وضعت في زمان السنة أيضا مقالة مفردة أبين فيها أن سنة الشمس، وذلك يكون الزمان الذي تصير فيه الشمس من أحد الانقلابين إلي ذلك الانقلاب بعينه أو من أحد الاعتدالين إلي ذلك الاعتدال بعينه، تحيط بثلاث مائة وخمسة وستين يوما /H208/ وأقل من ربع يوم وليلة بجزء من ثلاث مائة جزء من يوم وليلة بالتقريب لا علي ما يظن أصحاب التعاليم من أنه يلحق العدة من الأيام التي ذكرناها الربع كما هو.
وأما إن ما سنح إلي هذه الغاية في مقدار زمان السنة مطابق للمقدار الذي تقدمنا /T140/ فوضعناه له بحسب عودة الانقلابين والاستوائين فأحسب ذلك قد ظهر بموافقة ما آتينا به الآن لما ذكرناه من قبل. وإذا كان ذلك كذلك فإن نحن قسمنا اليوم الواحد علي الثلاث مائة سنة أصاب كل سنة اثنتا عشرة ثانية فإن نقصنا ذلك من الثلاث مائة والخمسة والستين يوما والخمس عشرة الدقيقة التي لحصة الربع حصل لنا زمان السنة الذي نطلبه ثلاث مائة وخمسة وستين يوما (¬57) وأربع عشرة دقيقة وثمانيا وأربعين ثانية. فهذا مبلغ عدد الأيام بغاية ما أمكننا من التقريب التي أدركناها مما نحن بسبيله.
ومن أجل النظر في أمر الشمس والكواكب الآخر فيما يكون من مسيرها من قبل شيء شيء من الأمور الجزئية وهذا أمر قد يسهل تناوله ويكون كالموضوع وضعا متي أثبت علي التفصيل في جداول فإنا نري أنه يجب علي صاحب التعاليم أن يجعل قصده وغرضه أن تبين أولا أن جميع الأشياء التي تظهر في السماء أنما تجري تحركات مستوية علي الاستدارة ثم يضع جداول مشاكلة موافقة بغاية ما يمكن لما قصد له يفرق بها بين الحركات الجزئية المستوية وبين الاختلاف الذي توهم أوضاع الدوائر التي تلحقها ويتبين بها ما تظهر من مسيرهما من قبل اختلاط هذين الأمرين جميعا واجتماعهما. (وكيما يكون) (هذا الفن أخص نفعا ويقرب مأخذه (¬58) عند البراهين أنفسها). (¬59)
<III.2> @NUM@ ب : في وضع جداول لحركات الشمس الوسطي (¬60)
/Η209/ فنحن واضعون في هذا الموضع صفة حركات الشمس المستوية الجزئية علي هذا الوجه. أقول إنه لما كنا قد بينا أن مبلغ العودة الواحدة ثلاث مائة وخمسة وستون يوما وأربع عشرة دقيقة وثمان وأربعون ثانية فإن نحن قسمنا علي هذه العدة أجزاء دائرة واحدة وهي ثلاث مائة وستون جزءا خرج لنا مبلغ حركة الشمس الوسطي في اليوم تسعا وخمسين دقيقة وثمان ثواني وسبع عشرة ثالثة وثلاث عشرة رابعة (¬61) واثنتي عشرة خامسة وإحدي وثلاثين سادسة بالتقريب فإنه قد يجزي في هذه القسمة أن يبلغ بالتجزية إلي هذا الموضع.
وأيضا إذا أخذنا من مبلغ الحركة في اليوم جزءا من أربعة وعشرين جزءا حصل لنا مبلغ الحركة في الساعة دقيقتين وسبعا وعشرين ثانية وخمسين ثالثة وثلاث وأربعين رابعة وثلاث خوامس وسادسة بالتقريب.
पृष्ठ 41