فأما إن زمان السنة إذا نظر فيه بحسب الانقلابين والاستوائين وجد ثلاث مائة وخمسة وستين يوما وزيادة أقل من ربع يوم فقد بان ذلك لنا مما بينه أبرخس فضلا عن غيره. /Η202/ وأما بكم هو أقل من ربع يوم فليس يمكن /T137/ الوقوف علي ذلك محررا غاية التحرير إذ كنا نجد الربع الزائد في السنين الكثيرة ثابتا علي حال واحدة لا تختلف في الحس لقلة الاختلاف فيه. ولذلك صار قد يمكن عند المقايسة التي تقع عليه في زمان طويل أن توجد زيادة الأيام التي تخرج وهي التي ينبغي أن تقسم علي سني المدة التي بين الزمانين أياما واحدة بعينها كثرت السنين أو قلت (¬44) إلا أن مثل هذه العودة قد يتهيأ أن تدرك بغاية التقريب من الأمر المستقصي كلما وجد الزمان الذي بين الرصدين اللذين تقع بينهما المقايسة أطول. وليس هذا أشياء أنما عرض في هذه العودة فقط بل في جميع العودات الدورية أيضا. وذلك أن الزلل الذي يقع من قبل التقصير اللاحق للأرصاد وإن استقصيت واحتيط في أحكامها لما B كان يسيرا ويكاد يكون واحدا بعينه عندما يدركه الحس منه فيما يظهر منه في الزمان الطويل وفيما يظهر منه في الزمان القصير. فإنه إذا قسم علي سنين أقل خرج الخطاء في السنة أعظم والمجتمع منه علي طول الزمان يعظم أيضا وإذا قسم علي سنين أكثر خرج أقل. ولذلك رأينا أنه قد /H203/ يكتفي بأن ينظر كم مقدار ما يمكن أن {يريدناه} في التقريب من أصول الأدوار الزمان الذي فيما بيننا وبين ما وقع إلينا من الأرصاد القديمة المستقصاة معا. فتورده (¬45) نحن أيضا عليها ولا نفرط في ذلك فيكون قد أهملنا بإرادتنا ما يجب علينا البحث عنه. فأما الطمع في تصحيح (¬46) ذلك بزمان الدهر كله أو بزمان أطول كثيرا من زمان الأرصاد بأضعاف مضاعفة فإنا نري أن ذلك مجانب لإيثار الحق في العلم والمعرفة بالحقائق.
وقد كان يجب من قبل تقادم العهد أن نستعمل أرصاد الانقلابات الصيفية التي كانت علي عهد ماطن و أوقطيمن والأرصاد التي كانت بعد هذه علي عهد أرسطرخس فنقيس بينها (¬47) وبين الأرصاد التي كانت في زماننا. لكن لما كانت بالجملة أرصاد الانقلابات تعسر أختبارها وكان مع ذلك ما تأدي إلينا عن تلك الأرصاد أنما أخذ علي غير تدقيق كما يظن أن أبرخس أيضا يري (¬48) فإنا أنصرفنا عن هذه الأرصاد واستعملنا في المقايسة التي قصدنا لها أرصاد الاستوائات وأخترنا من هذه أيضا طلبا للاستقصاء الأرصاد التي أشار أبرخس إلي أنها خاصة كانت منه علي غاية التحرير حتي أنه يثق بها الثقة كلها والأرصاد التي كانت منا نحن بغاية ما يمكن من الاستقصاء الذي لا شك فيه بالآلات التي وضعناها لذلك وما أشبهه في أول كتابنا هذا. فمن هذه الأرصاد نجد الانقلابين والاستوائين فتقدم ما يوجبه الربع الزائد /H204/ علي الثلاث المائة والخمسة والستين اليوم في نحو من ثلاث مائة سنة بيوم واحد.
من ذلك أن في سنة اثنتين وثلاثين (¬49) من أدوار قلبس أشار أبرخس إلي /T138/ أن الاستواء الخريفي فيها رصد خاصة بغاية الاستقصاء وقال أنه وجد بالقياس كان في اليوم الثالث من الأيام اللواحق في نصف الليلة التي يتلوها اليوم الرابع وهذه السنة هي سنة مائة وثمان وسبعين منذ وفاة إسكندر . ورصدنا نحن الاستواء الخريفي أيضا بغاية الاحتياط والتحرز من الخطاء بعد مائتي سنة وخمس وثمانين سنة في السنة الثالثة لأنطونيس وهي سنة أربع مائة وثلاث وستين من وفاة إسكندر فوجدناه كان في اليوم التاسع من الشهر المسمي أثور بعد طلوع الشمس بنحو ساعة. فقد تقدمت إذن العودة في مائتي سنة وخمس وثمانين سنة تامة من سني المصريين وكل سنة منها ثلاث مائة يوم (¬50) وخمسة وستون يوما بسبعين يوما وربع يوم وجزء من عشرين جزءا من يوم بالتقريب مكان الأحد والسبعين اليوم والربع الذي نصب هذه السنين من قبل الربع الزائد فقد تقدمت إذن العودة الزيادة التي من قبل الربع بيوم واحد إلا نحوا من جزء من عشرين جزءا من يوم.
पृष्ठ 40