============================================================
مقدمة المحقق / ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحتبلي الواعظ، الأديب، شيخ وقته، وإمام عصره"(1).
عقيدته: بعد الإمام ابن الجوزي من علماء المذهب الحنبلي الذين لم تتلوث عقيدتهم بدرن التشبيه والتجسيم، فقد ألف كتاب لادفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" رد فيه على المجسمة الذين ينتسبون إلى الإمام أحمد بن حنبل وهو منهم براء، وبين فيه أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تثزية الله تعالى عن الجسمية ولوازمها من الجهة والمكان والحد والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث والأجسام(2)..
ومما قاله في هذا الكتاب: "الواجب علينا، أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا تتبعض، ولا يحويها مكان، ولا توصف بالتغير ولا بالانتقال"(3).
وقال أيضا: "كل من هو في جهة يكون مقدرا محدوذا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، والجهة ليست في جهة وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان؛ ويوضحه أن المكان يحيط بمن فيه والخالق لا يحويه شيء ولا تحدث له صفة8(4).
وقال في "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك" وهو يرد على بعض المجسمة: "انظر (1) اين رجب، فيل طبقات الحنابلة (2/ 461).
(2) جاء في كتاب "اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حتبل" لأبي الفضل التميمي البغدادي الحبلي: "وأنكر - أي الإمام أحمد - على من يقول بالجسم، وقال: إن الأشماء مأخوذة بالشريعة واللغق وأهل اللعة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف، والله خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جشما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل". أبو الفضل التميمي، اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حنبل (مطبوع بذيل "طبقات الحتابلة" لابن أبي يعلى الحنبلي) (298/2) .
(3) ابن الجوزي، دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص / 170).
(4) ابن الجوزي، دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص /136).
पृष्ठ 9